من تحت الترابِ تترمضُ وفي روضةِ الجنانِ تنعمُ إن شاء الله واليوم..
في غرةِ رمضانُ ندمعُ لفقدكَ على سفرةٍ كنت أنت المنورُ..
ليومٍ اعتدنا عليه من كلِ عامٍ نحضرُ.. وددنا وليس كل مانتمناه يحضرُ..
عطرك الكريمَ باقٍ و إن دثر التراب أنفاسُكَ فلن تغيب شمسك وكل لحظةٍ نتأملُ..
بكيتُ عليك وليس الدمعُ غالياً بل لفقدك أتألمُ..
قيل لي أن هلال رمضان قد حلَّ وهلالك غاب عامُنا هذا..
أستذكرُ شيئا من عامي الماضي بصورةٍ كنا نستأنسُ بخطاك وقد لحنت العصا لخطاك مشياً وللبابِ نتأملُ..
طلتُ رجلٍ قد شاب شعره و احتدبَ وهو في منزلةٍ قد علا..
سلمَ والكل نهض يتسابقُ لتقبيل يدٍ طاهرةٍ ثم لرأسٍ لم ينحني إلا للخالقِ..
جلس على كرسيٍ قد خصص له ولطاولةٍ قربتْ من فوقها تمرٌ وشيء آخرُ..
لم يخص نفسه بدعاءٍ بل لكل مسلمٍ نداهُ..
نهض على ثقلٍ ونادى لصلاةٍ ثم توكلَ..
جرَّ خُطاه نحو مسجدٍ يستأنسُ لفريضةٍ بها وأقاما..
صلى الصلاةَ على مهلٍ ثم للبيتِ عادَ..
جلس ولقهوةٍ قُدمت ولجمعةٍ هو أميرها يحكي لنا من قصصٍ للماضي ذيل حديثه بفائدةٍ وكررَ..
ناديناه بالكبيرِ وهو للكبيرِ ينادى..
أبي طبت وطاب مثواك واليوم على سفرةٍ كُنتَ رائدها لن ننساك بدعاءٍ وإن خالطه شيء من ألمِ الفراقْ..