تشعر جماهير البرازيل بالسعادة بكل تأكيد بالتأهل للدور قبل النهائي لكن في المقابل يشعر المحايدون بالحزن بعد خسارة كولومبيا 2-1 أمام أصحاب الأرض في دور الثمانية لكأس العالم لكرة القدم. وتقدمت البرازيل بهدف مبكر من القائد تياجو سيلفا بعد تسديدة من مدى قريب.
وأضاف ديفيد لويز الهدف الثاني بتسديدة هائلة من ركلة حرة قبل أن يقلص جيمس رودريجيز الفارق من ركلة جزاء.
ولم يتمالك رودريجيز صاحب الوجه الطفولي نفسه بعد المباراة وأجهش بالبكاء ويبدو أنه ليس وحده من فعل ذلك.وقدمت كولومبيا مجموعة من أجمل لحظات كأس العالم منها الهدف الرائع لرودريجيز بتسديدة مباشرة في مباراة دور الستة عشر التي انتهت بفوز الفريق 2-صفر على أوروجواي أو كذلك طرق الاحتفال الراقصة بتسجيل الأهداف. وفازت كولومبيا 3-صفر على اليونان في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية وعانت بعض الشيء في الجولة الثانية قبل أن تتفوق 2-1 على ساحل العاج ثم سحقت اليابان 4-1 في ختام دور المجموعات. وحقق فريق المدرب خوسيه بيكرمان فوزا مستحقا على أوروجواي في استاد ماراكانا الذي سيستضيف نهائي كأس العالم في 13 يوليو الجاري. ولم تتأهل كولومبيا لكأس العالم في 2002 و2006 و2010 واضطرت إلى المشاركة في البطولة الجارية دون الهداف المصاب رادامل فالكاو الذي اعتقد البعض أن غيابه سيقضي تماما على فرصة بلاده في المسابقة. لكن كولومبيا ردت على ذلك بالتألق في البرازيل.
واجتازت كولومبيا دور الستة عشر وسجلت أحد أجمل أهداف البطولة عندما استقبل رودريجيز الكرة على صدره ثم أطلق قذيقة هائلة من خارج المنطقة لتصطدم بالعارضة وتدخل مرمى أوروجواي. وبالهدف الذي أحرزه رودريجيز في مرمى البرازيل من ركلة جزاء الجمعة رفع اللاعب رصيده إلى ستة أهداف وعزز تصدره لقائمة الهدافين متفوقا على لاعبين مثل ليونيل ميسي ونيمار وتوماس مولر. وقال كارلوس فالديراما لاعب كولومبيا السابق «عندما يغيب أحد النجوم يظهر نجم آخر وهذا النجم هو رودريجيز».
لكن نجاح كولومبيا في إحراز 11 هدفا مقابل دخول هدفين في مرماها يؤكد أن هذا الفريق لا يعتمد فقط على القوة الهجومية بقيادة رودريجيز وجاكسون مارتينيز. واستفاد ماريو يبيس (38 عاما) من خبرة خوض أكثر من 100 مباراة دولية وقاد خط الدفاع بنجاح وتلقى إشادة من المدرب خوسيه بيكرمان. وبيكرمان نفسه كان من عناصر القوة في كولومبيا بعدما قاد الفريق في منتصف مشوار تصفيات كأس العالم وأحدث طفرة في أداء الفريق وقاده للوصول بارتياح إلى النهائيات.
وأظهر بيكرمان الجانب الإنساني في شخصيته أيضا أمام اليابان عندما دفع بالحارس المخضرم فريد موندراجون الذي بلغ عامه 43 في آخر خمس دقائق ليصبح أكبر لاعب يشارك في مباراة بتاريخ كأس العالم. وانفجرت مشاعر الجماهير الكولومبية في المدرجات وذرف الحارس بالدموف في لقطة مؤثرة أكدت أن كرة القدم لا تتمثل فقط البحث عن الانتصارات تحت أي ثمن.ويأتي نجاح كولومبيا في توقيت رائع لأنه يتزامن مع مرور 20 عاما على ذكرى مقتل المدافع اندريس اسكوبار بعدما أطلق عليه شخص النار بعدما سجل هدفا بطريق الخطأ في مرماه في كأس العالم 1994. وشهدت البطولة الجارية أول ظهور لكولومبيا في دور الثمانية وأخيرا بلغت مستوى التوقعات بعدما تسببت في إحباط الكثيرين سابقا.