حظيت بدعوة من قبل عبدالمحسن الحكير ضمن فريق المركز السعودي للإعلام السياحي لحضور إثنينية الشيخ عبدالمحسن الحكير الثقافية في منزله، فقد كان الحضور مبهراً جداً، والأجمل هو حضور رجال الفكر والثقافة الذين أعطوا للمكان نكهته وجماله، فقد استزاد الحضور بما سمعوه وبما تم مناقشته.. ولعل عنوان الحديث كان مؤثراً كثيراً لكونه مرتبطاً بإحدى الواجبات التي قرنها الله عز وجل به وهي «بر الوالدين»، فبعدما تم التقديم من أبي رائد الذي أجهل اسمه، لكن لم نتجاهل صوته الإذاعي ولغته العربية الفصحى الجميلة التي أضفت الكثير من النكهة الجميلة للغة الضاد؛ فقد كان لإلقائه طعمٌ في جذب المسامع وإعادة التركيز بعد كل كلمةٍ تقال من مفكرٍ ومثقفٍ، فقد كان سريع البديهة في الطرح والتساؤلات ومحاولة ربط الحديث من متحدث لمتحدث آخر، مما أعطى للحديث عن العنوان رونقه الحقيقي، حتى وصل اللاقط إلى وكيل وزارة الإعلام لشئون التلفزيون سابقاً الدكتور علي النجعي الذي أشار إلى نقطةٍ من وجهة نظره أن أغلب من هم في المكان أي مجلس عبدالمحسن ممن تجاوزوا عمر الخمسين وقد فقدوا آباءهم وقد تكون هذه خلاصة لتجارب نحو أبنائنا الآن في كيفية التعامل مع آبائهم في البر ومتابعة احتياجاتهم اليومية.
ولم يقف أبو رائد عن نقل اللاقط من مكان إلى آخر، من شاب إلى شائب الرأس، والكل يتحدث عما يراه من جوانب صحيحة أو جوانب سلبية قد تقع على الابن في عدم البر لوالديه. ليقطع عبدالمحسن حديث المجلس بأن الابتسامة هي الأسهل والأسرع إلى قلوب الوالدين فبابتسامتك تملكهم قبل أن تلبي لهم طلباتهم وتتابع شئونهم.
ومن هذا الحديث كانت مداخلتي هنا معنونة بكابوس دار العجزة، هذا العنوان الذي سبق لزميلي عبدالله الغامدي كتابته في إحدى منتديات الفكر الثقافية، وقد كان هناك جدل واسع حوله، فقد أصبح كابوساً مخيفاً لمن يشيب أو يعجز أن يكون داره هو دار العجزة، هذه الدار التي تستضيف الكثير ممن عجزوا عن القيام بأنفسهم أو عجز أبناؤهم عن خدمتهم وبرهم.
ومن هذا العنوان أستطيع أن أستشف أن بر الوالدين له وجوه كثيرة من أجملها هي أن تواكبهم في قصصهم القديمة ومواقفهم الجميلة التي قد تجهلها أو فقط سمعت عنها، فلم لا يكون هناك أندية خاصة لآبائنا ممثلة بنشاطات خاصة بهم تتجلى بالالتقاء بمن هم في سنهم، وتبادل الذكريات وبعض الأحاديث إضافة إلى القيام بممارسة بعض النشاطات الثقافية.