مفهوم الثقافة أعمق من السطحية في التقديم وما زالت قنواتنا الموقرة تتحفنا بهزليتها ورسم الابتسامة على الشفاه بلا ملامح، ورسم العيون وأحداقها بكحل الدهشة التأملية.. أعتقد أننا هنا في مفترق طرق، وعلينا أن نعي الرسالة السامية للثقافة العربية الإسلامية بمفهومها النبيل، لا بد لنا من قراءة الآخر الذي سبقنا بعقود كي لا نسقط في نهر جاف ثم نمثل على أنفسنا أننا غرقى.
أتعجب كثيرا حين يقوم معدو بعض البرامج الحوارية أو البرامج الاجتماعية التي تسوق لنا قضايانا، وقد ألبستنا ثوب السذاجة ،فالمواطن السعودي في نظرهم هو الذي لا يفقه ثقافة السياحة ولا يعرف فن التعامل مع الخادم، وهو الذي لا يملك القرار في أموره وحينما ابتعث أبناءه إلى الخارج، دخل في كهوف الحيرة وعدم فهم الآخر، كل ذلك يتم تغليفه ثم تسويقه على المشاهد السعودي وكأنه يجهل تفاصيله.. على الإعلام في بلادنا وبالذات في شهر رمضان أن ينتقي المادة المناسبة وأن يحترم عقول المشاهدين، فالمتلقي يعي ويفهم ويجيد السباحة حتى في النهر الجاف.. وعلى وسائل الإعلام تصوير حضارتنا بثوبها الزاهي وإيصال الخطاب العربي الإسلامي بمفهومه السامي بعيداً عن الإغراق في رسم الابتسامة بلا ألوان.