انتهت الرواية والحكاية العربية في المونديال العالمي بالخروج المشرف لأبطال ومحاربي الصحراء المنتخب الجزائري الكبير أمام المنتخب الألماني بعد مباراة مثيرة امتدت لأشواط إضافية تفوقت فيها الخبرة الألمانية على الجسارة الجزائرية.
بخروج المنتخب الجزائري من دور الستة عشر في هذه النسخة 2014 تبخرت آمال الكرة العربية في الوصول لما هو أبعد من ذلك بعد سلسلة من التجارب التي فشلت في تخطي دور الستة عشر من خلال المنتخبات الثلاثة التي تأهلت لهذا الدور وهي المنتخب المغربي في عام 1986 وخسر خلالها أمام ألمانيا وبصعوبة بالغة 0-1 ثم منتخبنا السعودي الذي تأهل عام 1994 وخرج على يد المنتخب السويدي بنتيجة 1-3.
الأوراق العربية في كأس العالم تبدو ضعيفة للغاية ولا يمكن أن نعول عليها كثيراً في فتح صفحات جديدة وانتظار أمل قريب عدا المنتخب الجزائري الذي أثبت علو كعبه في هذه النسخة، ويرى المتتبع للمشاركات العربية بأنها خجولة بدرجة كبيرة منذ بداية مشاركة المنتخبات العربية وحتى هذه النسخة..
- المنتخب المصري أول المنتخبات العربية مشاركة عند مشاركته في النسخة الثانية والتي لعب خلالها مباراة التصفية الأولية وخسر أمام المجر بنتيجة 2-4.
- انتظر العرب 36 عاماً حتى يتأهل منتخب عربي آخر للمونديال العالمي وحدث ذلك في عام 1970 عندما تأهل المنتخب المغربي ولكنه خرج خالي الوفاض من تلك البطولة، ليغيب العرب مجدداً عن النسخة التي تليها 1974 قبل أن يمسكوا زمام الأمور بداية من النسخة 1978 التي تأهل لها المنتخب التونسي وحتى الآن لم يغب العرب عن المونديال، ولكن للآسف بحضورٍ باهتٍ عدا القليل.
- المنتخب التونسي هو أول المنتخبات العربية تحقيقاً للفوز في المونديال وحدث ذلك عندما فازت تونس على المكسيك 3-1 في مونديال 1978.
- المنتخب الجزائري أعقب ذلك بفوزٍ مدوٍ فجر خلالها مفاجأة كبيرة في مونديال 1982 عندما فازت الجزائر على ألمانيا الغربية بهدفين لهدف ليكون هو الفوز الثاني للعرب في المونديال.
- مونديال 1982 أيضاً شهد مشاركة أول منتخب خليجي عربي وهو المنتخب الكويتي والذي خرج بنقطة وحيدة من تجربته الوحيدة.
- مونديال 1986 شهد أكبر تجمع عربي في تاريخ المونديال بتأهل ثلاثة منتخبات عربية دفعة واحدة هي (المغرب والعراق والجزائر)، كما شهد تأهل العرب لأول مرة للدور الثاني وذلك عن طريق المنتخب المغربي والذي خسر أمام ألمانيا بهدف للاشيء، أيضاً شهد مشاركة المنتخب العراقي كخامس منتخب عربي يتأهل للمونديال ولكنه خرج خالي الوفاض وبلا نقاط في مشاركته اليتيمة.
- حضر العرب في مونديال 1990 بمنتخبين هما مصر والإمارات، فقدم المنتخب المصري مستويات جيدة وخرج في الأمتار الأخيرة بخسارته أمام انجلترا 0-1 بعد التعادل مع هولندا وإيرلندا، فيما لم يقدم المنتخب الإماراتي مستوى يذكر وخسر في اللقاءات الثلاث.
- 1994 المشاركة الأولى لمنتخبنا السعودي والتي شهدت تأهل ثاني المنتخبات العربية لدور الستة عشر عن طريق صقورنا الخضر في مونديال للذكرى حقق خلاله منتخبنا فوزين متتاليين تأهل بفضلهما للدور الثاني قبل أن يخسر أمام السويد 1-3، فيما كانت مشاركة منتخب المغرب ضعيفة بخسارته لثلاث لقاءات.
- شهد مونديال 1998 في فرنسا ثاني أكبر تجمع عربي في تاريخ المونديال بتأهل ثلاثة منتخبات عربية هي السعودية وتونس والمغرب وخرجت المنتخبات الثلاثة من الدور الأول.
- مونديال 2002 عام النكسة العربية في تاريخ المونديال والذي شهد أكبر خسارة لمنتخب عربي في تاريخ المونديال بخسارة منتخبنا السعودي أمام ألمانيا بنتيجة 0-8.
- مونديال 2006 هو مونديال الأساطير فعن طريقه بات أسطورة الكرة العربية والآسيوية سامي الجابر أحد أهم لاعبي العالم في المونديال العالمي بتسجيله لثالث أهدافه في المونديال ليدخل موسوعة الأرقام العالمية بتسجيله لهدفين يفصل بينهما 12 سنة في كأس العالم كبيليه ومارادونا ولاودروب ومولر.
- مونديال 2010 مشاركة يتيمة للجزائر وخروج مبكر من الدور الأول.
- المشهد يتكرر في هذه النسخة 2014 بمشاركة محاربي الصحراء في المونديال ولكن هذه المرة كانت المشاركة مختلفة وخرج المنتخب الجزائري بشرف من دور الستة عشر، كثالث منتخب عربي يصل لدور الستة عشر.
- الأرقام والإحصائيات العربية في المونديال لا تكاد تذكر مقارنة بالمنتخبات الأخرى ولكن يظل الرقم الأسطوري للأسطورة سامي الجابر بتسجيله لهدفين في مونديالين يفصل بينهما 12 سنة هو الحدث العربي الأبرز.
- 8 منتخبات عربية شاركت في المونديال هي (المغرب، تونس، الجزائر، السعودية، الكويت، الإمارات، العراق، مصر).
- منتخبات السعودية والجزائر والمغرب وتونس أكثر المنتخبات مشاركة في المونديال بواقع 4 مشاركات لكل منتخب.
- منتخبات السعودية والجزائر والمغرب أكثر المنتخبات العربية لعباً للمباريات في المونديال حيث خاض كل منهم 13 مباراة.
- 8 انتصارات فقط سجلتها المنتخبات العربية من خلال 64 مباراة لعبتها في تاريخ مشاركاتهم بكأس العالم.
- الجزائر أكثر المنتخبات تحقيقاً للفوز بواقع 3 انتصارات يليها السعودية والمغرب بانتصارين فتونس بانتصار وحيد.
- منتخبات مصر والكويت والعراق والإمارات خلت سجلاتهم من الانتصارات.
- سجلت المنتخبات العربية 50 هدفاً في سجل مشاركاتها في كأس العالم، ولا تعرف قائمة هدافي العرب في كاس العالم سوى الاسم الأسطوري سامي الجابر هدافاً للعرب في المونديال بتسجيله لثلاثة أهداف، ويليه 8 لاعبين برصيد هدفين.
- تضم القائمة الشرفية لمسجلي الأهداف العرب في كأس العالم 40 لاعباً عربياً، فكان للمصري عبدالرحمن فوزي قصب السبق في التسجيل عام 1934 فيما كان آخرهم نجم المنتخب الجزائري عبدالمؤمن جابو الذي سجل هدف الجزائر في مرمى ألمانيا 2014، بينما يتزعم القائمة بكل تأكيد النجم الأسطوري سامي الجابر بأهدافه الثلاثة.
- أكثر المنتخبات العربية تسجيلاً للأهداف هو المنتخب الجزائري برصيد 13 هدفاً بينما شباك منتخبنا السعودي الأكثر تلقياً للأهداف برصيد 32 هدف.
- المنتخب العراقي أقل المنتخبات العربية تسجيلاُ للأهداف برصيد هدف وحيد.
- منتخبا العراق والإمارات لم يحققا أي نقطة في المونديال بخسارتهما لجميع مبارياتهما.
- منتخب ألمانيا هو أكثر المنتخبات التي واجهته المنتخبات العربية بواقع 7 لقاءات لم يتحقق خلالها سوى فوز عربي وحيد عن طريق الجزائر 1982 بهدفين لهدف وتعادل وحيد بلا أهداف مع تونس مونديال 1978 وخمس خسائر أثقلها 0-8 أمام منتخبنا السعودي 2002.
- بالنظر إلى سجل مشاركات المنتخبات العربية فإنه يعتبر مخجلاً بالنسبة لبقية المنتخبات سواء الآسيوية أو الأفريقية الأخرى، فالنجاحات التي تحققت فقط هي تأهل ثلاثة منتخبات لدور الستة عشر من أصل 21 مشاركة لثمانية منتخبات عربية!! بينما نجد أن منتخبات أفريقية وصلت إلى دور الثمانية كالكاميرون في كأس العالم 90 والسنغال 2002 وغانا 2010، كما نجد منتخب كوريا الجنوبية وصل لدور الأربعة 2002 وصل للدور الثاني في أكثر من مناسبة وكذلك اليابان!!
- ومثلاً نجد أن المنتخب الكوري قد وصل للنهائيات 9 مرات منها 8 مرات متتالية وكذلك المنتخب الياباني الذي تأهل لخمس مرات متتالية إضافة إلى المنتخب الاسترالي الذي انضم للقارة الآسيوية ووجد له مكاناً ثابتاً في النهائيات هذا فيما يخص منتخبات عرب آسيا التي عجزت عن الوصول للمونديال !! فيما باتت المنتخبات الأفريقية الغير ناطقة بالعربية في القارة السمراء تسيطر على مقاعد التأهل وسط غياب المغرب منذ 1998 وكذلك تونس منذ 2006 ومصر التي دخلت في سبات عميق منذ 1990، ولم يتبق سوى المنتخب الجزائري الذي عاد واستعاد هيبته خلال المونديال في نسختيه الأخيرتين وخرج بصعوبة أمام المنتخب الألماني في هذه النسخة.
- وبحسبة بسيطة نجد أن المنتخبات العربية في القارتين الآسيوية والأفريقية التي وصلت لنهائيات كأس العالم بلغ عددها 8 منتخبات، فيما منتخبات القارة السمراء الغير ناطقة بالعربية بلغ عددها 9 منتخبات، وهو مؤشر يدل على فارق الإمكانيات والتطلعات لدى المنتخبات التي تصب لصالح المنتخبات الأفريقية.
- منتخبنا السعودي هو آخر المنتخبات العربية وصولاً لنهائيات كأس العالم وذلك في عام 1994 وتزامن وصوله كذلك تأهل منتخب نيجيريا لأول مرة للمونديال، فكان وصول منتخبنا هو آخر وصول لمنتخب عربي للمونديال حيث لم يتأهل أي منتخب عربي جديد منذ ذلك العام !!!، فيما القارة السمراء ومنذ عام 1994 شهدت تأهل ستة منتخبات أفريقية هي (جنوب أفريقيا، والسنغال، وساحل العاج، وأنجولا، وغانا، وتوجو)، وهذا يدل دلالة واضحة على العمل الكبير الذي تبذله القارة الأفريقية في تطوير نفسها لمقارعة الكبار كما شاهدنا منتخبات الكاميرون في مونديال 90 ونيجيريا 94 والسنغال 2002 وغانا في النسخ الثلاث الأخيرة.
- لا نريد من منتخباتنا العربية المنافسة على كاس العالم أو التأهل لنصف النهائي ولكن جل اهتمامنا أن يكون لها وضع مميز في المونديال في السنوات القادمة وأن نشاهد مستويات جيدة وأن تشرف الاسم العربي وترفع راياته خفاقة، لا أن تكون منتخباتنا العربية (تكملة عدد) ومحطات تتزود منها بقية المنتخبات بالنقاط!؟.