قرأت قرار وزير التربية كما نشرته جريدة «الجزيرة» مطلع الأسبوع الأول من الشهر الفضيل؛ وفيه ترشيح معلمة؛ من المرحلة المتوسطة؛ لتكون ضمن لجنة تعنى بالبرنامج الثقافي؛ المزمع البدء به؛ لترسيخ القيم وتعزيز الولاء للملك والوطن؛ والحفاظ على الهوية الاسلامية؛ ولي تعليق على ذلك:
في مدارس الملك فيصل؛ يسوق المخطط التربوي لمنع المعلم من التلفظ بقوله: «هذا الطالب مشاغب، هذا الطالب ضعيف، هذا الطالب مهمل، هذا الطالب ينام طوال الحصص.
هنا يبرز التسويق التربوي للمعلمين بجودة وجدارة؛ وبما يستحق الاحترام؛ بل وبما يوجب تسويقه للمعلمين والمعلمات في المدارس الأخرى.
الفكرة التربوية أو المنتج التربوي أو الخدمة التربوية؛ تحتاج لخطط تسويقية جادة وبارزة؛ وبأدوات سريعة؛ وعدم ركن واحدة منها على الرف؛ أو في زاوية نظام أو برنامج.
هنا وعبر مقالاتي أرفع قبعتي لمدارس الملك فيصل الأهلية بحي سفارات الرياض؛ ليس من باب المجاملة؛ بل لأنها تفاعلت مع التسويق التربوي بجدارة؛ ولتأكيد عدم مجاملتي لهم؛ أقول: لقد كنت معلماً في تلك المدارس؛ ولي معها ذكريات جميلة؛ رصدتها في مقال طويل؛ وعبر ذكريات مكتوبة لدي.
وجانب من الذكريات في مقال طويل؛ لا تتسع المساحة لنشره كاملاً في صفحة جريدة؛ وهو بعنوان: ذكرياتي مع الملك فيصل.
وفي هذا المقال؛ اختصر واحدة مما تعلمته في سوق تلك المدارس؛ ولم تكن المدارس قد رفعت مفهوم «التسويق التربوي، بل عرفته فطرة وتجربة؛ وهنا لا مجاملة.
التسويق التربوي كمفهوم لطيف؛ تستطيع من خلاله معارضة واقع ما؛ دون ملل ولا حرج؛ لتعداد المعوج وطلب الصحيح.
كانت المدارس تطلب من المعلمين؛ اختيار كلمات محفزة وعبارات إرشاد؛ بدلاً عن عبارات ترسيخ الخطأ.
فبدلاً من قولك: هذا طالب مشاغب، يمكن أن تقول: أرجو من الطالب الهدوء؛ وبدلاً من قولك: هذا طالب ينام بالفصل؛ يمكن أن تقول: أرجو من الطالب النوم مبكراً والاستعداد للدراسة؛ وبدلاً من قولك: هذا الطالب لم يحضر أدواته؛ يمكن أن تقول: أرجو من الطالب الحضور بكامل أدواته كالكتاب والأقلام؛ وبدلاً من قولك الطالب يكثر الغياب؛ يمكن أن تقول: أرجو حرص الطالب على الحضور.
المدارس وزعت على المعلمين منشوراً مميزاً؛ للكلام الذي يقال للطالب؛ ورشحت البديل؛ ولا يطلب التقيد بالبديل ولكنه كأمثلة؛ وبعده يبرز أسلوب المعلم في استخدام أفضل العبارات وأجمل الكلمات؛ في عالم الإرشاد والحث والتحفيز.
هنا اسمحوا لي بالتسويق لفكرة: التحفيز الإلكتروني التربوي؛ وذلك بعد طلب تعديل نظام نور؛ بحيث يتأكد النظام من فرز قوائم الطلاب عند قيامهم بكل ما يجب دون عائق؛ وعند تحقيق ما يستحق التكريم.
الطالب حافظ القرآن الكريم؛ يمكن رصد إنجازه عبر موقع نور؛ ومراسلته دوريًا؛ وبنظام لا يضيع وقت المعلم في البحث عنهم؛ فمجرد ضغطة زر يمكن نظام نور إبرازهم فورًا.
الطالب الرسام كذلك؛ الطالب قوي البنية؛ الطالب الرياضي؛ الطالب البارع في الحاسب؛ الطالب الصحفي؛ الطالب الإعلامي؛ الطالب خفيف الظل؛ الطالب الممثل؛ الطالب الخطيب؛ الطالب المتعاون؛ الطالب الكشفي؛ الطالب المخترع؛ الطالب الموهوب؛ الطالب التقني؛ وهكذا.
في المقابل يجب رصد المهارات التي أخفق فيها الطالب؛ رغم تجاوز النظام عنه؛ فمثلاً حصول الطالب على رقم 2 في مهارة ما؛ يحتاج لإعلام المعلم في المرحلة التالية عن خلاصة رأي المعلم السابق.
عدد من الطلاب يسمح النظام بتجاوزهم للمرحلة التالية؛ ولكن نظام نور لا يفصح للمعلم التالي عن وضع الطالب في المرحلة التي تجاوز إليها الطالب؛ بمعنى لو أن معلم الصف الرابع عرف بأن الطلاب بأسمائهم بحاجة لرعاية في مهارة كذا وكذا؛ وذلك بإرشاد معلم الصف الثالث؛ فالتالي تعاون المعلم في التأكد من تلك المهارة في وقت مبكر؛ ليكون نظام نور مترابطاً وتراكمياً؛ يحكي قصة كل طالب للمعلمين؛ فالمميز يساعده المعلم على استمرار التميز؛ والمتخلف عن الركب يساعده المعلم على تخطي المشكلة؛ دون نعت الطالب بوصف مخالف للإرشاد والتوجيه والتحفيز.
بهذا الأسلوب لن يقتصر المعلم على جانب من جوانب نظام أو برنامج حسن؛ وسيكون نظام نور نظام حسن للجميع؛ لمن حقق المهارات ولمن تنقصه مهارة.
بل لنتخيل نظام نور هو سوق الطلاب الافتراضي والواقعي؛ بحيث يفرض النظام قبول الطالب الرسام في مؤسسات تعليمية جامعية وغير جامعية وحسب وضع الطالب؛ لتتحول مهارته وهوايته لمصدر رزقه ومهنته وكمبرر لمواصلة تعليمه مستقبلاً؛ ومتى علم نظام نور بأن لدينا في الرياض طلاباً مبدعين في الرسم؛ وعددهم مثلاً مئة طالب؛ قام وزير التربية والتعليم ببعث رسالة لوزير التعليم العالي وغيره؛ استعد لهؤلاء الطلاب بعد ثلاث سنوات من الآن في مدينة الرياض؛ وهكذا.
بعد إدراك ما سبق؛ لا حرج إذا قلت: مهمة التسويق التربوي للمعلمين والطلاب بيد وزير التربية والتعليم؛ والله ولي التوفيق.