ها هو شهر الخير يعود, جعله الله شهراً مباركاً أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار أي فضل هذا أنه مجموعة من الفضائل والنعم, منّ الله بها على عباده المسلمين لا أحد يستطيع أن يعبّر عن ذلك أبداً إلاّ بحمد الله وشكره ذي الجلال والإكرام, يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ)) في هذا الشهر المبارك تَرِق فيه القلوب وتسمو به النفوس، وتتسامى فيهم معاني المحبة والإخاء والألفة, ومن بينه وبين الآخرين مشاحنات وسباب أو ظلم أو قطيعة فليبادر بالصفح والتواصل والاعتذار إن أمكن، فالعمر محدود ولو طال، وقد رحل من رحل، فلا شيء يستحق والحال كذلك أن يحمل الإنسان في قلبه غلا لأحد فإن بقي ذلك فهناك لقاء لا ريب فيه فعند الله تجتمع الخصوم, فيا أيها المسلم لقد فُتحت لك أبواب الخير، فانهل منها ما تشاء فإنك في موسم يحل مرة كل عام رقق فيه قلبك للآخرين وطهره أدخل البهجة والسرور وجدّد عهدك مع الله وبادر بالتوبة فإن الله يفرح بتوبة عبده إنه تواب رحيم, نسأل الله بمنّه وكرمه أن يجعلنا من المقبولين ومن عتقائه من النار.