المتابع لبطولة كأس العالم 2014م التي تدور رحاها في البرازيل خلال هذه الفترة والفوز الجزائري المستحق على منتخب كوريا الجنوبية برباعية، في لحظات الفرح التي أنتابت ممثل العرب بعد فوزه العريض على المنتخب الكوري ومضيه خطوة للأمام وصولاً لتحقيق آمال محبيه تلك اللحظات عادت بنا للذاكرة لسنوات خلت عندما كان للمنتخب السعودي الأول كلمة في مونديال 1994م المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية عندما سطر أفراد ذلك المنتخب ملاحم كروية في بلاد العم سام كان نتيجتها التأهل لدور (16) في إنجاز لم يتحقق كثيراً على المستوى العربي من قبل إبان مشاركة منتخبات دوله في بطولات كأس العالم، والجميع ربما لم يغب عن مخيلته ذلك التلاحم القوي الذي كانت عليه رياضتنا قيادة ولاعبين، فعلى سبيل المثال لا بد وأن تختزل الذاكرة تلك المواقف الإيجابية التي كان عليها الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام السابق لرعاية الشباب عندما كان سموه في تلك البطولة مشرفاً على المنتخبات السعودية فبقربه وسعيه لتذليل جميع العقبات التي واجهت المنتخب وأعضاءه تحقق الاستقرار وأميط اللثام عن المواهب وما تكتنزه من فنون نثرت فنها فوق عشب ملاعب الولايات المتحدة فدخل المنتخب السعودي أولى مبارياته وخسرها بشق الأنفس من منتخب هولندا بنتيجة (2/1) بعدها كان للمنتخب السعودي كلمة في لقائه مع المنتخب المغربي الشقيق فتكللت جهود لاعبي المنتخب وقيادته بالفوز بنتيجة (2/1) وكانت مباراة بلجيكا هي مباراة إثبات الوجود وتحقيق الهوية العالمية للمنتخب السعودية وأرض شبه الجزيرة العربية عندما خلد أحد لاعبيه (سعيد العويران) بهدفه بمنتخب بلجيكا اسمه ضمن قائمة الأهداف التي لا تنسى في بطولات كأس العالم على مر زمانها وفترات انعقادها فكان التأهل والإنجاز السعودي ببلوغ دور الستة عشر من تلك البطولة الخالدة في ذهن السعوديين التي ستظل ذكراها باقية لن تمحى بفضل بعد الزمان وتقلبات أحواله.
عندما نذكر تلك الفترة وتلك الإنجازات وعبارات الفرح التي ارتسمت على شفاه السعوديين والعرب جميعاً لم يغب عن الذهن دور القيادة الحكيمة لذلك المنتخب التي وقفت وآزرت واستطاعت تسخير الجهود والإمكانيات لكي تكون عوناً للمنتخب السعودي لبلوغ آماله وتحقيق تطلعات محبيه، فعدسات الكميرات أثناء بثها للرسائل اليومية عن بعثة المنتخب السعودية آنذاك كانت تسلط الضوء كثيراً على اللقاءات التي تعقد للاعبين والمتابعة المستمرة التي تتم من قبل الأمير سلطان بن فهد كونه المشرف المباشر على المنتخب السعودي في تلك الحقبة حتى رأينا تلاحماً حميماً كان نتيجته عطاء لا ينقطع وإنجاز تحقق ولقب خالد أطلقه محبو ذلك الأمير احتفاءً بما قدم من عمل حينما عرف الجميع لقب (وجه السعد) وظل ملازماً للأمير سلطان بن فهد إلى أن ترك الرياضة والتفرغ لأعماله الخاصة والقيام بدوره الاجتماعي بخدمة وطنه وأبنائه، ما أجمل تلك الأيام التي عاشها السعوديون في ذلك المونديال الذي يكفي الأمير سلطان بن فهد أنه كان على مقدمة رأس ذلك الإنجاز وبلوغ الهدف، لقد حقق وجه السعد الكثير من الإنجازات الرياضية وتوج وطنه بالميداليات الذهبية في كثير من البطولات على مستوى القارة، ونالت الأندية السعودية من خلال دعمه اللامحدود البطولات الآسيوية والخليجية والعربية ولا يختلف أحد على أن فترة (وجه السعد) كانت هي الحقبة الذهبية للرياضة السعودية.