«حوار من الداخل «برنامج يتهادى إلى أسماعنا عبر أثير إذاعة الرياض، يعدُّه ويقدمه «المذيع المتألق سلمان الشهري» ويخرجه «أيمن العمري «، يعكس تجارب من زلّت بهم القدم من الشباب، ممن مارسوا سلوكيات خاطئة في حق أنفسهم ومجتمعهم، وأنا من خلال متابعتي لهذا البرنامج والذي استمر لأكثر من دورة إذاعية، سعيد باستمراره وقد استوقفتني طريقة الحوار البسيطة التي ينتهجها الأخ سلمان مع ضيوف برنامجه، وقدرته على استخراج أسرار السلوك الانحرافي الذي سلكوه، والأسلوب الإجرامي الذي اتّبعوه، والأخطاء التي قادتهم للانحراف حتى نفّذوا جريمتهم، ثم استخلاص العبرة والعظة من أفواههم، وبمشاركتهم حينما يبدون الإقرار على أنفسهم بخطأ ما قاموا به، وندمهم على ما فعلوه، وحسرتهم على عمرهم الذي أفنوه في الجريمة، كمهنة استرزاق من خلالها يأكلون أموال الناس بالحرام، وكم أتمنى وأقترح على مقدم ومعد البرنامج الأستاذ سلمان الشهري، أنه لو كانت بين برنامجه، والتربية والتعليم نوع من الشراكة والتعاون، ونحن نعلم بأنّ رسالة الإعلام مكمّلة ومتماهية مع رسالة وزارة التربية والتعليم، فكلاهما يسعى «للتربية « فيقدم نسخة من البرنامج للمدارس المتوسطة والثانوية، على أن تقوم تلك المدارس بتوظيفه ضمن أنشطتها ، فطلابها بعيدون عن الإعلام، وعن سماع مثل تلك البرامج الهادفة النيّرة، فيكون فرصة لعرض البرنامج وسماعه في مناسبات مدرسية يخطط لها، ويعقبه حوارات ونقاش، بين المعلمين والطلاب، كي يخرج الطلاب بدروس مفيدة عن أسباب ونهاية كل عمل إجرامي وانحرافي، خاصة أنّ أجمل ما يمكنه تقديمه لطلاب المرحلتين الدراسيتين، وهم يمرون بمتغيرات نفسية وجسدية يعيشونها في مرحلة (المراهقة) وهي مرحلة عمرية تتشكل فيها شخصية الأولاد، إنّ من يقدم لهم الدروس هم شباب مثلهم، زلّت بهم القدم كما قيل في مقدمة البرنامج، فيأخذون التجربة من أصحابها، ويسمعون العواقب الوخيمة التي شعروا بها، وآلت إليها أحوالهم من فقدانهم لثقة المحيطين بهم، ومساهمتهم في جلب الحزن لأسرهم، وتمزيقها، وخسرانهم لمستقبلهم «والعاقل من أتعظ بغيره « .