حنجرةٌ ذهبية لم تتأثر برياح الزمن وتقدّم السن، تشدو بأجمل الأهازيج والشيلات الشعبية.. حيثُ تستقبلك في كُل مُناسبة شيلات العم «مبارك القديم» الشعبية في محافظة عنيزة؛ حيثُ تمسَّك بها مُردداً: «يالذيب يايمه عوى أو ياحمام على عوج الرطيب؛ حيثُ يحرص «مبارك القديم» على الأناشيد والشيلات الرائعة والمُحزنةٌ في نفس الوقت، ويُنشدها -مثلاً- حال عمله في مهنة البناء قديماً، وهي مهنة ما يُسمى بـ«الستاد – الأستاد» وهو المسمى الدارج للحرفيين إلى يومنا هذا، ويُكرر «مبارك» تلك الأهازيج في عملية تشييد وعمارة البنايات الشعبية الموجودة في وقتنا هذا كـ قرية الحمدان التراثية وقرية الغضا وبناء أجزاء من المسوكف الشعبي، التي تحتاج دوماً لصيانة وإعادة تأهيل وبناء من جديد.
السيد مبارك تحدَّث عن هذه الأهازيج والشيلات قائلاً: إننا نُمارسها بشكل مُستمر من أجل «سعة الصدر» وتسيير العمل، وقضاء الوقت، ومروره علينا سريعاً وعدم الملل أو السأم من العمل .. ولا بد لأي عملٍ جماعي خصوصاً إذا كان شاقَّاً أن يُصاحبه الأهازيج، كالعمل في «حفر القلبان - والتنعيل - والتشبيع...»، ولذلك ننشدُ مجموعاتٍ ونُردد مع المُنشد ما يقوله، ومن ثم يتغير المنشد لآخر وهكذا.. وهناك من الأهازيج المُحزن كالتي ننشدها في شيلة «يالذيب يايمه عوى»، ومنها المُبهج والمُفرح كشيلة «يالله اليوم يارواف يا بالأفراج عاوني» ومنها تُستخدم أثناء الختام، كـ شيلة: ياذيب ياللي هاضني بعواه.. قبلك وأنا عن صاحب سالي.. وكلاهما وغيرهما مما لم يُذكر نستخدمه.. حتى النساء أثناء دق العيش وتطييبه ينشدن لضياع الوقت ومزجه بما يعشقنه من أهازيج وشيلات معروفة..