أكَّد ممثل اتحاد فيديك بالسعودية، أن تزامن رمضان مع ارتفاع درجات الحرارة وطول فترة النهار أثَّر سلباً على سير أعمال البناء في مواقع التشييد والمشاريع الإنشائية المختلفة، حيث قلّص فترة العمل إلى النصف تقريباً، وهو الأمر الذي تسبب في تأخير أو تعطيل استمرار العديد من المشاريع مما حال دون تسليمها في وقتها المحدد.
وأرجع الدكتور نبيل عباس تكرار وتفاقم هذه الظاهرة سنوياً، إلى عدم جاهزية العديد من شركات المقاولات، وافتقادهم لإمكانات ومستلزمات الإنارة الليلية لأجل العمل، وهو ما أدخل العديد من البنائين والعمال في إجازة إجبارية نهاراً بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتزامنها مع رمضان المبارك، حيث يضطر العاملون إلى ترك مواقع عملهم خوفاً من درجات الحرارة وتأثيراتها، فيما اضطرت العديد من مواقع البناء العمل في ساعات الصباح الأولى لتعويض الفاقد من الزمن وانخفاض إنتاجية العمل والتي تبلغ ما يقارب40%.
وأوضح عباس إن تأجيل تسليم المشاريع المختلفة وفي مقدمتها مشاريع البنية التحتية التي ترتبط بخدمات المواطنين، تجعل المقاولين في مواجهة مع الجهات الحكومية، نظراً لتأخر تسليمها في وقتها المحدد وفق العقود المبرمة، وهو الأمر الذي يتسبب في تزايد وتيرة النزاعات الهندسية بين شركات المقاولات والجهات الحكومية في المملكة، مشيراً إلى إن تطبيق عقود (فيديك) هو الحل الأمثل، حيث من شأنها أن تسهم في حل 70% من مشكلات قطاع المقاولات بالسعودية، حيث تعمل تلك العقود على تحقيق مبدأ التوازن بين الحقوق والتزامات طرفي العقد وتحقيق العدالة بينهما ما أمكن.
وشدد عباس على ضرورة أن تقوم شركات المقاولات بتطوير إمكانياتها وكفاءاتها التشغيلية، في ظل الطفرة الاقتصادية وتزايد المشاريع التي تشهدها المملكة، وبما من شأنه أن يقلص من تعثر المشاريع الإنشائية ويحولها دون الدخول في منازعات ومحاكمات تستنزف قطاع المقاولات، مشيراً الى أن قيمة المنازعات التجارية التي تحدث في المملكة تراوح تكلفتها بين 5 إلى 7 مليارات ريال سنوياً، كما طالب عباس بضرورة إيجاد مركز تحكيم يكون مظلة للعملية التحكيمية ويوفر على الأطراف توزيع الأدوار بين فروع الغرف التجارية وديوان المظالم.