تنامت شكاوي الغرف السعودية من عزوف الشباب السعودي عن فرص العمل بالقطاع الخاص، الأمر الذي أدى إلى مطالبة البعض لوزارة العمل بإعادة النظر في طريقة تعاملها مع مشروع توطين الوظائف وأخذ حالة العزوف بعين الاعتبار. وكشف رئيس غرفة الجوف الدكتور حمدان السمرين في بيان أمس أن وظائف القطاع الخاص ليست مرغوبة للخريجين والمؤهلين لسوق العمل من السعوديين، وقال إن الغرفة طرحت خلال شهر مجموعة من الوظائف لا تقل رواتبها عن أربعة آلاف ريال، ومع ذلك لم يتجاوز المتقدمين لها 10% من حجم الوظائف المطروحة، أي أن نحو 90 % من الوظائف لم يتم التقدم لها.
وأشار السمرين إلى أن ظاهرة عزوف الشباب عن العمل في القطاع الخاص ظاهرة عامّة في مناطق المملكة، وأن رغبة المواطن في العمل بالوظائف الحكوميّة هي السبب في تلك الظاهرة, مؤكداً أن غرفة الجوف - بالشراكة مع قطاع الأعمال – لن تألو جهداً لجذب العامل السعودي لفرص العمل المناسبة, لكن نجاحها مرهون برغبته وجديته في ذلك. ويأتي بيان غرفة الجوف ليؤكد تقرير غرفة الرياض الذي نشرته مؤخراً حول العزوف عن الوظائف القطاع الخاص حيث أكدت الغرفة أنها طرحت خلال النصف الأول من العام الجاري 11700 وظيفة في 70 منشأة لم يتقدم لها سوى1700 شاب وشابة ونحو10 آلاف وظيفة لم يتقدم لها أحد بما يمثل 85.5% من حجم الوظائف، وبينت الغرفة أن رواتب تلك الوظائف تراوحت ما بين 4 آلاف إلى 10 آلاف ريال وعلى خلفية هذه الإحصائية ناشد أمين عام غرفة الرياض الدكتور محمد الكثيري الشباب إلى الاستفادة من الفرص الوظيفية المتاحة في القطاع الخاص والذي يوفر بيئة جيدة ومحفزة لتطوير القدرات واكتساب الخبرات التي تنعكس إيجاباً على مستقبل الشاب سواء من حيث الترقيات أو المزايا المالية والتدريب، مشيراً إلى أن الشباب السعودي أثبت قدرته على التطوير والإنجاز وأن هناك نماذج متميزة من الشباب الذين أثبتوا جدارتهم وأصبحوا يتبوؤون مراكز قيادية في كبريات الشركات. وأكدت غرفة الرياض إنها تقبل كافة أنواع الوظائف ولجميع المؤهلات العلمية إيماناً منه بأن كل وظيفة شاغرة تستحق الإعلان عنها وتبقى حرية الاختيار لطالب العمل وفقاً لمؤهلاته وخبراته وقالت الغرفة إنها تحرص على توفير أكبر قدر من الوظائف انطلاقاً من خدمة الباحثين عن عمل وكذلك خدمة منشآت القطاع من خلال فتح قنوات تواصل مع طالبي العمل.
من جهته قال عضو لجنة سوق العمل بمجلس الرف حمدان بن فرحان العضيد بأن هذه الإحصاءات ليس إلا جزءاً بسيطاً من الصورة العامة للمشكلة، فبين الحين والآخر تطالعنا وسائل الإعلام بأرقام وإحصاءات ترسخ القناعة بأننا أمام حالة عزوف عن العمل في القطاع الخاص، وأنه لا مشكلة لدى القطاع الخاص في طرح الوظائف برواتب مجزية وبما يتناسب مع القانون الطبيعي للسوق في العرض والطلب, ودعا العضيد وزارة العمل لإعادة النظر في طريقة تعاملها مع مشروع توطين الوظائف وأخذ حالة العزوف العامة بعين الاعتبار قبل مطالبة القطاع الخاص بطرح وظائف قد لا يتقدم لها أحد.