شدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس البرلمان العراقي السابق أسامة النجيفي خلال محادثات أمس الخميس بينهما على أهمية «تشكيل حكومة جديدة سريعاً تكون قادرة على توحيد البلاد». كما استقبل وزير الخارجية جون كيري وفداً كردياً وأجرى محادثات هاتفية مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني شدد خلالها على الدور الرئيسي الذي يلعبه الأكراد في تشكيل الحكومة.
وحثت الولايات المتحدة قادة العراق السنة والأكراد على المساهمة الفعالة في تشكيل الحكومة الجديدة «سريعاً» للتصدي للمسلحين المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة تواجه القوات العراقية صعوبات في استعادتها منهم.
في غضون ذلك استكمل رئيس الوزراء نوري المالكي أمس الخميس خطوته التصالحية مع العشائر العراقية السينة الذين حملوا السلاح ضد حكومته ولم يتورطوا بأعمال قتل، بإعلانه أن العفو الذي أصدره عن هؤلاء يشمل أيضاً ضباط الجيش السابق.
في موازاة ذلك، أصدر المالكي وفقاً لما أعلنه في خطابه الأسبوعي الأربعاء عفواً عن «الذين تورطوا بعمل ضد الدولة» باستثناء «الذين قتلوا وارتكبوا دماً»، في خطوة تصالحية مع السنة تهدف إلى تقويض الدعم الذي يتمتع به المسلحون.
وقال المالكي في بيان أمس نشر على موقع رئاسة الوزراء ردا على سؤال حول ما إذا كان هذا العفو يشمل ضباط الجيش العراقي السابق الذين ربما انخرطوا في أعمال مخالفة «نعم».
وأضاف: «نعلن الآن العفو عن الضباط الذين ينبغي أن يكونوا حريصين على تحقيق وحدة بلدهم ومنع محاولات تقسيمه وتجزئته على خلفيات طائفية أو عنصرية أو أن يقع تحت هيمنة الإرهابيين من حملة السلاح سواء كانوا أجانب مرتزقة أو عراقيين».
وتابع «أدعو جميع الضباط وكل من يريد الرجوع للصف الوطني للعودة إلى حضن العراق الواحد نحن نعمل بجد لجمع كلمة كل العراقيين الذين يؤمنون بالعراق ووحدته وسيادته وقوته من عشائر وجماهير ومثقفين وسياسيين».
ويرى مراقبون أن خطوة المالكي محاولة للتقرب من العشار العراقية السنية الذين يتهمونه بالعمل على تهميشهم، من جهة أخرى أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني أمس الخميس أن قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق المنتشرة فيها حالياً، فيما دعا برلمان كردستان إلى تحديد موعد لإجراء استفتاء على المناطق المتنازع عليها.
وقال البرزاني، في كلمته أمام برلمان كردستان إن «قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي انتشرت فيها بالوقت الحالي»، مبيناً «أننا أبلغنا الحكومة العراقية قبل ستة أشهر بوجود خطر على البلاد، إلا أنها لم تستمع اإينا». وأضاف البرزاني: إن «هناك دعماً دولياً للإقليم والدول التي لا تدعمنا لن تكون ضدنا»، داعياً برلمان الإقليم إلى «إيجاد آليات والاستعداد لتحديد موعد لإجراء استفتاء على المناطق المتنازع عليها».
وعقد برلمان إقليم كردستان، في وقت سابق من أمس الخميس جلسته غير الاعتيادية بحضور رئيس الإقليم مسعود البرزاني الذي وصل في وقت سابق من اليوم إلى مبنى البرلمان لمناقشة الوضع في العراق. فيما تجمع المئات من مواطني إقليم كردستان أمس أمام مبنى برلمان إقليم كردستان لمطالبة برزاني بإعلان الدولة الكردية.