تطغى على المشهد المحلي التونسي حالة غريبة من الهدوء الذي يعتقد المراقبون انه مرتبط بشهر رمضان. ولئن كثفت حركة النهضة من تحركاتها واتصالاتها بممثلي وقيادات الأحزاب الصغرى بحثاً عن مؤيدين لمبادرتها بترشيح رئيس توافقي للانتخابات الرئاسية القادمة فإن باقي الأحزاب لا تزال تجاهر برفضها لهذه المبادرة دون مناقشتها مع هياكلها الداخلية وقاعدتها العريضة. الا إن القيادات النهضوية التي ضاعفت من نسق عملها خلال الشهر الكريم لم تيأس بعد من عدم (التوافق بشأن التوافق) الذي تقترحه الحركة معولين في ذلك على الأصدقاء الصغار الطامعين بدورهم في تحالف انقاذ لهم مع اكبر الأحزاب التونسية واشدها نفوذاً. ويعتقد المتتبعون للشأن المحلي بأنه لا يمكن الوثوق بأية وعود من أي طرف في الوقت الحالي خاصة وان كافة الأحزاب السياسية دخلت مرحلة الدعاية الإعلامية قبل موعدها القانوني حرصاً على تجميع أكبر عدد ممكن من الحلفاء الذين سيشكلون وزناً انتخابياً ثقيلاً ومحترماً. على صعيد أمني قتل4جنود اثر انفجار لغم ارضي زرعته العناصر المسلحة المتحصنة بمرتفعات محافظة الكاف (160كلم شمال غرب العاصمة تونس). ووفق مصادر عسكرية فإن دورية مشتركة بين الأمن والجيش كانت بصدد القيام بعمليات تمشيط لملاحقة مجموعة إرهابية كانت تختبئ في الجبال ذات الأشجار الكثيفة التي تحتوي أيضا على مغارات عميقة. وأثناء مرورآلية عسكرية بأحد المسالك في احد الجبال انفجر لغم أرضي أدى إلى استشهاد4عناصر من الجيش الوطني على الفور.