(1) حكاية بوضع مائل
النافذة مشرعة ومائلة نحو جهة اليسار.. لا نسمة تهب.. خلعت صوتي، ووضعته في درج قريب، وانتظرت..
- أتعني صوتي؟..
- إنه كالطين.. ناعم الملمس، وطوع بناني..
- ماذا عن صمتك المختبئ بين طيات التمني؟
اكفهرت أغصان السكوت من حولي..
- أين عساه قد اختفى؟؟
ذاب نجم في قدح الماء على طاولتي.. وتبعه القمر..
- الليل حالك يا رفيق..
نجمة أخرى تهبط من عليائها.. تبدو حولاء.. وأنا أرتدي درع الانتظار..
علقت الغربة أنشوطتها في سقف غرفتي..
- هيا أجبني يا رجل.. أخرج يديك من بين فتات الحبال..
- أنتظرك فحسب، بل أشعر بخيالك يقترب..
إنه هناك أسفل الباب..
- هيا.. هيا..
هناك نجمة تتشح بعواء غريب.. نجمة أخرى ترتدي نباحها..
نجمة تقترب من النافذة.. تفتح عينيها واسعتين..
نجمة تقف كعصفور على قضبان نافذتي..
نجمة أخيرة تهوي.. تصفيق جمهور منحنٍ تحت وطأة الوضع المائل نحو اليمين..
أكاد لا أراه..
(2) حكاية بوضع أفقي
ضعني في الماء.. لا تخف الموج الهادر..
إنني أطفو على سطح أفقي..
إني أرى النجوم تصطف في خطوط منتظمة!!
الأرض ذاتها تبطل مفعول كرويتها!!
وتضطجع على ظهرها المحدودب..
لا تخف!! لم أفقدها بعد..
قدرة السباحة في رحم أمي..
إني أطفو.. رغم ثورة البحر..
إني أعلو.. لا سماء فوقي.. ولا تحتي البحر..
(3) حكاية بوضع «شاقولي»
لملمت أشتاتها.. ونضحت بعرق غزير..
السماء تقترب من الأرض.. تهمس في أذنها شيئاً.. رجل يلوح في العراء!!
امرأة تتبع ظله!! الغيمة تزفر غضباً.. برق يستجير برعده..
الأرض تقترب من السماء.. تقول شيئاً.. أواه..!
لا شيء مما أراه.. لا شيء.. يحمل بقعة من الزمن
لا مكان على ثياب الأشياء.. ادلف باب الهاوية!!
يتلقفني الضباب.. الظلام!!
أشتاتها تهطل مطراً.. والعوارض خالية مني..!!