لبستُ له ثياب الطهر، منحته كل ثقتي، لم أقم يوماً منذ أربع سنين عِشرة مضت بيننا بتفتيش هاتفه النقال كما تفعل أغلب النساء في مراقبة أزواجهن.. لأني أحببته، بكل حنايا قلبي أحببته.
ومصادفة أحرقتني.. أخذت هاتفه النقال، وقمتُ أبحث فيه عن رقم أخته المفقود من سجل هاتفي النقال الجديد. وبينما كنت أبحث عن رقمها في قائمة الأسماء قطعت علي عملية بحثي قدوم رسالة في شريط التنبيهات، وشد انتباهي أنها قادمة من رقم مكتوب عليه: «أحبك وأقبل الأرض التي تدوس عليها».
قمت بفضول الأنثى بفتح الرسالة، فكانت كالقنبلة الموقوتة التي تنتظر إشارة البدء لهدم ما بنته سنوات الألفة والمحبة بيننا. تحطَّمت بسببها مشاعري المتوقدة له بين أضلعي، قامت المضغة المسكونة بحبه تشتد دقاتها في داخلي. لم أملك حينها غير مواجهته بالرسالة. وتحت ثورة غضبي العارمة اعترف لي بكل وقاحة بأنه على علاقة عاطفية مع امرأة متزوجة.. ثم قام يؤنب نفسه معتذراً عما حدث .. قائلاً: صدقيني، لا أعلم كيف انجرفت لوحلها؟! شعرتُ حينها بأن الأرض تدور بي.. تمنيت ساعتها أن يكذب عليّ لأصدقه، وقبل أن أقع على الأرض من هول الصدمة تماسكت لأسأل نفسي: ما الذي جذبه لتلك المرأة؟ هل مل مني؟! هل وجد فيها أشياء لم يجدها عندي؟! هل قصرت فعلاً في حقه؟! وقبل أن أضعف أمام توسلاته لي بالبقاء تماسكت.. لملمت كل خيباتي عائدة لبيت أبي.