جمع أ. محمد بن علي آل مجاهد المواقف التي غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لا يغضب إلا لله أو إذا أهين عبد من عباد الله، أو أسيء فهم مقاصد الإسلام، حتى يعلمنا أن الغضب في موطنه غير مكروه، أما في غير موضعه فمنهي عنه.
ويقول المؤلف: الغضب دليل على ضيق النفس، وعدم قبولها بعض الأمور التي تقع من بعض الناس والغضب من الصفات غير المقبولة، إلا إذا كان هذا الغضب لله ورسوله، على أن المسلم عليه أن يوطن نفسه على سعة الصدر، امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله أن يوصيه. قال له: لا تغضب.
تقول عائشة رضي الله عنها، وهي أفقه نساء الأمة: (ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله. فينتقم لله عز وجل).
ولقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن يكتب عنه كل ما يقوله صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما أمسك عن الكتابة عندما قيل له: اتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضى فجاء إليه وذكر له ما قيل له فأوما صلى الله عليه وسلم بأصبعه إلى فيه فقال: اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق. لكي لا تمر لحظة من اللحظات النبوية لا تسجل لنا، ونجح صحابته - صلى الله عليه وسلم - رضوان الله عليهم في تسجيل تلك اللحظات الشريفة، ومنها لحظات غضبه - صلى الله عليه وسلم-.