عن نادي نجران الأدبي صدر للدكتور يوسف حسن العارف كتاب بعنوان: (في فضاءات النص السردي السعودي المعاصر) يتضمن قراءات أولية ومتابعات نقدية تطبيقية.
ويقول الدكتور العارف: تشير الدراسات التي توثق لمسيرة القصة القصيرة في المملكة أنها جاءت امتداداً لفن المقالة الصحفي سواء في الأسلوب أو الغاية أو تعبيرها عن الأني والراهن مع سيطرة عنصر المضمون على حساب البناء الفني فكأنها صورة من الأخبار التي تحمل الرسائل الوعظية لترسيخ القيم الأخلاقية ومقاومة العادات السلبية.
كما تشير إلى أن القصة القصيرة بالمملكة في بداياتها كانت تقوم على وحدة الانطباع واكتشاف الحقائق ورصد التحولات الاجتماعية والتاريخية وانتقال المجتمع من حالة البدونة إلى التمدن والتحضر ودخول مرحلة الطفرة الاقتصادية.
ويقول المؤلف: تأتي الرواية كمنجز سردي سعودي له آفاقه وتاريخه وتطوره منطلقاً من بيئة القصصية كمعطي أولي وفضاء سردي متجلياً فيما بعد بكينونته الأدبية في السياقين الشكلي والمضموني.
لقد ظهرت الرواية السعودية في نفس الفترة التي ظهرت فيها القصة. وتشير الأدبيات التي توثق لمسيرة الرواية السعودية أن رواية التوأمان لعبد القدوس الأنصاري هي فاتحة الرواية السعودية؛ حيث صدرت عام 1349هـ / 1930م ولم يسبقها أي نص روائي.
بل توالت بعدها مجموعة من الروايات التي تشكل مرحلة النشأة للرواية السعودية وللتمثيل لا الحصر نذكر: قناة البوسفور لصالح سلام عام 1350هـ، فكرة لأحمد السبعي عام 1368هـ والبعث لمحمد علي مغربي 1368هـ ورواية ابتسام لمحمود عيسى المشهدي 1377هـ وهذه المرحلة هي التي يسميها مؤرخو الرواية السعودية فترة النشأة والبدايات.
ثم تجئ مرحلة التأسيس عام 1378هـ ومن أهم ما صدر فيها: ثمن التضحية لحامد دمنهوري وثقب في رداء الليل لإبراهيم الناصر. ثم مرحلة الانطلاق عام 1400هـ ومن أهم ما صدر خلالها: لحظة ضعف لفؤاد صادق مفتي وسقيفة الصفا لحمزة بوقري.. وجزء من حلم لعبدالله الجفري.
والمرحلة الرابعة.. مرحلة الطفرة الروائية والتحولات المجتمعية الكبرى وهي التي بدأت عام 1414هـ ولا زالت مستمرة حتى اليوم وفيها برزت الرواية على مستوى المشهد المحلي كمنافسة لكل الأجناس الأدبية الأخرى وخاصة الشعر واصبحت الرواية السعودية منافسة على مستوى النشر والمقروئية لكل المنتج المعاصر في الرواية العربية.