رأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة جمعية البر في المنطقة الشرقية مساء أمس الأول اجتماع الجمعية العمومية لجمعية البر بالمنطقة الشرقية , وذلك بمركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير في مدينة الدمام .
وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم , ثم ألقى الأمين العام لجمعية البر بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالله بن حسين القاضي كلمةً رحّب فيها بسمو أمير المنطقة الشرقية نيابةً عن مجلس إدارة الجمعية وأعضاء الجمعية العمومية , عاداً مشاركة سموه بالاجتماعِ تجسيداً لحرص ولاةِ الأمر - أيّدهم الله - على أن تَسُودَ المجتمعَ روح التكافل والتعاضد والتآخي والتعاون على البر والخير والإحسان . واستعرض الدكتور القاضي أبرز ما جاء في التقرير السنوي للجمعية وأهمِ البرامجِ والأنشطةِ والفعاليات التي نفّذتها خلالَ العامِ الماضي، مشيراً إلى أن عدد الأسر المسجلة لدى الجمعية بلغ منذ تأسيسها حتى نهاية العام الماضي (59.840) أسرة، بينما بلغ إجمالي ما صُرف على المساعدات النقدية والعينية خلال العام (67.167.020) ريالاً، استفادت منها حوالي (15.462) أسرة ، بزيادة أكثر من (1.000) أسرة عن العام الذي سبقه .
وأكّد سعي الجمعية إلى تحقيق أهدافها من خلال البرامج والمشروعات , مشيرا إلى أنها واصلت تنفيذَ البرامجِ والمشروعاتِ الدائمة كمشروع كفالةِ الأيتام بالمنطقةِ الشرقية الذي يقدم الرعاية والكفالة ل (1882) يتيماً، بزيادة (382) يتيماً عن العام الذي سبقه، وبلغ مجموع ما يصرفه المشروع للأيتام لهذا العام (5.840.622) ريال. أما مشروع مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز للتدريب الذي أنشئ عرفاناً بالدور الكبير الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - في خدمة الوطن وبنائه والمحافظة على أمنه واستقراره، ويهدف إلى تدريب الفتيات من بنات الأسر المحتاجة وإعدادهنّ للاستفادة من فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص أو العمل من المنزل بما يتناسب مع قدراتهنّ وكفاءتهنّ ويحافظ ُعلى خصوصية الفتاةِ وكرامتها ، حيث بلغ عددُ المستفيدات من البرامج والدورات التدريبية التي نفذها المركز بالشراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني (1.718) فتاة. وأشار الدكتور القاضي إلى أن برنامج التدريب المنتهي بالتوظيف الذي أطلق مؤخراً ويسعى إلى بناء شراكات بين الجمعية ومؤسسات القطاع الخاص يتولى البرنامج نيابة عن الجمعية تأمين احتياج هذه المؤسسات والشركات من الأيدي العاملة السعودية وإعداد المتقدمين لإشغال فرص العمل المتاحة وتدريبهم وتأهيلهم بالكفاياتِ اللازمةِ للقيام بواجبات هذه الوظائف ومهامه، حيث بلغ عددُ فرص العمل المتاحةِ حتى الآن (5.368) فرصة؛ فيما بلغ عددُ المتقدمين (4.960) شاباً وفتاةً، التحق منهم بالعمل (657) شاباً و(240) فتاة من بينهم (200) يتيم. واستعرض التقرير نشاط مشروع مركز الأميرةِ جواهرْ لمشاعلِ الخير الذي لَقي منذُ ولادة فكرةِ إنشائِهِ وحتى ظهورِهِ على أرضِ الواقعِ كلَّ دعمٍ ماديٍ ومعنوي ومساندةٍ ومتابعةٍ مستمرةٍ من صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز ، مشيراً إلى أن المركز يعمل على رفعِ المستوى الاقتصاديِ والثقافيِ والاجتماعيِ والنفسيِ للأسرِ من ذوي الدَّخلِ المحدود ، وتأهيلها للاعتماد على نفسِها، وفتحِ مجالاتٍ عديدةٍ لطلبِ الرزقْ ولتحقيق هذه الغاية فقد تم تأسيسُ «معهد مشاعل الخير العالي النسائي للتدريب» الذي يضمُّ العديدَ من التخصُّصاتِ المطلوبةِ لسوق العمل بمؤهلاتٍ عاليةٍ، حيث بلغ إجماليُ الفتياتِ اللاتي أنهين التدريب في الأكاديميةِ حتى الآن (1.469) فتاة من بنات الأسر المحتاجة. وتناول الدكتور القاضي عرضاً عن مركز جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد لتنمية الطفل: وهو حاضنة تربوية لرعاية الطفل، ونموه الخلقي والعقلي والجسمي وفق المفاهيم الإسلامية، وتكوين العادات والاتجاهات الحميدة، بتوظيف أحدث التقنيات التربوية والكوادر المؤهلة والمدربة على التعامل مع هذه الفئة، ونشر الثقافة والوعي بحقوق الأطفال ودعم البحوث والدراسات المتعلقة بهم وحمايتهم من الإساءة والإهمال وتنمية مهاراتهم, حيث بلغ عدد الأطفال الذين استفادوا من البرامج التي تم تنفيذها خلال العام (25) ألف طفل وطفلة، فيما قُدّم أكثر من (25) محاضرة للآباء والأمهات. بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة التنفيذية بالجمعية محمد بن زيد آل سليمان كلمة حمد الله فيها أن جعل المملكة مهدا للإسلام ومصدر خير ونفع للمسلمين والإنسانية، داعياً الله لولاة الأمر في هذه البلاد وللباذلين من أهل هذه البلاد بدوام التوفيق والسداد .
ونوّه بجهود الجمعية في عطائها المشهود طوال هذه السنوات سواءً للأسر المحتاجة أو للأيتام والمرضى أو للطلاب والطالبات التي تقدم لهم ما يعينهم على مواصلة طلب العلم ، إضافةً إلى ما تقوم به المراكز التابعة لها من أعمال تجسد الخيرية في الأمة . ثم ألقى سمو أمير المنطقة الشرقية كلمة رحب فيها بأعضاء الجمعية وقال فيها « إنّ هذا الشهر الكريم الذي نجتمع الليلة في واحدة من لياليه المباركة هو موسم حصاد عظيم تنبتُ فيه سنابل الخير، وفي كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء وقد خص الله هذه الأمة بخاتم الرسالات وأكملها، وجعل المودة والتآلف من أسمى صفاتها، كما جعل الإيثار والبذل والحرص على أعمال البر والإحسان من أحب الأعمال إلى المؤمنين الذين يقصدون بها وجه الله سبحانه وتعالى فيمدّون أيديهم محملة بالعطاء لإخوانهم وهم يُوقنون أنهم بذلك يزدادون من الخير والأجر، فما نقص مال من صدقة».
وأضاف سموه «لقد كان البذل في وجوه البر والخير والأمر به والحث عليه دائماً وأبداً -وما يزال- سجيةً يتصف بها ولاة الأمر في بلادنا، وهم يُجسّدون كل يوم القدوة والمثل الذي يُحتذى، كما أن المواطنين القادرين والمحسنين يُبادرون إلى هذه الأعمال بنفوس مطمئنة تتطلع إلى رضى الله سبحانه وتعالى وثوابه ومغفرته سبحانه جلَّ وعلا ، وما جمعية البر بالمنطقة الشرقية التي تُمثلون جمعيتها العمومية هذه الليلة إلاّ واحدة من مؤسسات العمل الخيري التي جاءت نتيجة لتضافر جهود الدولة والمواطنين في ميادين البر والخير والإحسان، وإذا كانت هذه الجمعية قد أدت دوراً ريادياً خلال ما يقارب من أربعة عقود من مسيرتها؛ فإننا نتطلع اليوم إلى تطوير هذا الدور وتفعيله وتعظيمه وليس استمراره فحسب، ولذلك فإننا مدعوون جميعاً إلى طرح الأفكار والآراء والتصورات والمقترحات التي توصلنا إلى ما نريد من تحسين في خِدْماتها، وجودة في أدائها، وشمول وتوسع وتعدد في برامجها؛ وكلنا ثقة أنَّ كلَّ نافعٍ من الآراء والمقترحات سيلقى الاهتمام الذي يستحق من قبل الجمعية والقائمين عليها، كما أننا مدعوون أيضاً للمزيد من الدعم والمبادرة والتسديد، وسيلقى كل جهد مخلص ما يستحقه من الرعاية والعون بإذن الله». وسأل سموه الله سبحانه وتعالى أن يُديم على بلادنا نعم الخير والأمن والسلام، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد لما يُحب ويرضى، وأن يُجزل الأجر واثواب لكلِّ صاحب يدِ تمتد بالخير وتُعين عليه. وفي ختام الحفل تسلّم سمو الأمير سعود بن نايف هديةً تذكاريةً بهذه المناسبة