في المواقف الحاسمة ليس للأمة إلا رجالها. والمملكة العربية السعودية - ولله الحمد - مليئة بالرجال الأكفاء الذين تلقوا تعليماً متميزاً وتدريباً متواصلاً، وتقلد الكثير منهم مهام عديدة؛ زادتهم خبرات تراكمية. وهكذا، أينما تتجه أنظارك تجد أبناء المملكة يتقلدون المراكز والمناصب التي تتوافق مع كفاءاتهم التعليمية وخبراتهم الوظيفية والفرص التدريبية التي حظوا بها.
خمسة رجال من أبناء المملكة منحهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شرف خدمة أمتهم ووطنهم. ويكتسب اختيار المليك لهؤلاء الرجال من المتميزين السعوديين في هذا الوقت الذي تمر به المنطقة من أخطار واضطرابات أهمية خاصة؛ لأن الأمر يتطلب مسؤولين مؤهلين تماماً، يتمتعون - إضافة إلى الحس الوطني العالي - بتفانٍ وإخلاص وعقل يتميز بالمبادرة والابتكار والإبداع.
والرجال الخمسة الذين دفع بهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى ميادين العمل الوطني في المجالات السياسية والعسكرية والاستخبارية والشباب وصناعة الطيران والشورى جميعهم معروف عنهم الصفات التي ذكرناها إخلاصاً وتفاني وتميزاً وضوحاً للمبادرة والابتكار.
فالأمير بندر بن سلطان عُرف عنه تميزه وتحقيقه للكثير من الاختراقات الدبلوماسية والسياسية، وسجله حافل في هذا السياق، والمرحلة الحالية تحتاج إلى محاور بمثل مهارته وخبرته.
أما الأمير خالد بن بندر فيكفي سجله الحافل عسكرياً، وتفوقه الدائم في كل ما يُسند إليه من أعمال؛ إذ يعد أحد رجال القوات المسلحة الذين ساهموا في إنشاء وبناء سلاح المدرعات في الجيش العربي السعودي. رجل دمث الأخلاق، وعالي الهمة، يمزج بين الخبرة والعلم والدراسة في مجاله العسكري، ووجوده على رأس جهاز الاستخبارات في هذه المرحلة يُعد اختياراً موفقاً تماماً، يتطابق مع مصطلح الرجل المناسب في الوقت المناسب.
والأمير عبد الله بن مساعد الذي اختير رئيساً لرعاية الشباب صاحب نظرية وتوجه، يسعى من خلالهما إلى تفعيل الرياضة والأنشطة الشبابية واستثمار طاقة الشباب لمنفعة الوطن.
عبدالله بن مساعد معروف عنه اعتماده على العلم والعمل، ولا يحصر أعماله فيما يحيط به من موظفين ومساعدين؛ إذ يعتمد على نفسه في إنجاز المهام ومتابعتها، وهذا لا يعني حصر العمل وتوجهه للمركزية، بل لا ينتظر من الآخرين أن يُعلموه بما يحصل، بل يعرف كيف يشغِّل الآخرين، ويراقب أعمالهم، ويقيّم إنجازاتهم.
أما الشخص الرابع فهو المهندس صالح بن ناصر الجاسر، المهندس الشاب الذي عُرف عنه الاستعانة به لانتشال الشركات والمؤسسات المتعثرة، أو تلك التي لا يتوافق أداؤها مع مستوى الآمال والطموحات التي يُنتظر منها، وقد حقق في جميع الأماكن التي أدارها نجاحات وإنجازات، آخرها شركة الملاحة السعودية، وينتظر الخطوط العربية السعودية الجوية تطورٌ وانطلاقة، يرتقيان بها إلى ما تشهده شركات الخطوط الجوية الخليجية.
وأخيراً اللواء المتقاعد محمد أبو ساق الذي اختير وزيراً لشؤون مجلس الشورى، وهو أحد أبناء الحرس الوطني. وُلد في نجران، واكتسب العلم والخبرة في مدرسة الحرس الوطني، وأصبح واحداً من أكفأ الرجال المتخصصين في الشؤون العسكرية والأمنية، وكان يشغل رئيساً للجنة الأمنية في مجلس الشورى، وعُرف بدراساته المعمقة ومداخلاته في جلسات مجلس الشورى.
خمسة من الرجال الأكفاء يقدمهم المليك للوطن في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه.