سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المعنون بـ(الحزم في التربية بين الإفراط والتفريط) المنشور في عدد صحيفتكم ذي الرقم 15240 الصادر يوم الجمعة 22-8-1435هـ فوجدته مقالاً مفيداً تحتاجه كل الأسر، ويحتاجه المربون، لا سيما في عصرنا الحاضر الذي يحتاج لتطبيق الوسطية في كل الأمور.
فالمبدأ الأول لعملية التربية هو الاتجاه الوسط لدى الآباء والأمهات فلا تكون التربية مبنية على الصرامة والقسوة والإرغام وتجاهل شخصية الفرد، وبالمقابل لا تبنى على التساهل والتسامح والرفاهية والتهاون، فالصرامة والشدة في التربية تنشئ أطفالاً يعانون من المعوقات النفسية والاضطرابات السلوكية كالانطوائية والخجل، ويجد وراءه كل ترسبات الاضطهاد الطفولي للعيادات النفسية، والتساهل المفرط يؤدي إلى تجرد الطفل من كل الضوابط والحدود والقيم وينشئ جيلاً «متواكلاً» عاجزاً عن تحمّل المسؤولية، فالوسطية في كل شيء منهج رباني ومطلب إنساني قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} (البقرة 143)، والمتأمل لنصوص القرآن الكريم والسنَّة النبوية يجد الجمع بين أسلوب الترغيب والترهيب والتبشير والإنذار والوعد والوعيد، مما يؤكّد أن منهج الوسطية منهج متكامل، وهو منهج حياة كيف لا والوسطية تعنى العدل والتوازن والحكمة ووضع الأمور في مواضعها.