من المصطلحات التي نسمعها كثيرا «المسئولية الاجتماعية» وهي في تعريف مختصر: «أنها المسئولية الفردية عن الجماعة، وهي مسئولية الفرد أمام ذاته عن الجماعة التي ينتمي إليها» من هذا التعريف نستطيع أن نقول بأن الفرد سيتعلم من خلال قيامه بدوره تجاه مجتمعه، بأنه كما له حقوق، فعليه واجبات تجاه مجتمعه الذي يحيط به، وأن عليه أن يسهم بما يقوى عليه في حل قضاياه ومشكلاته، وتقديم العون والمساعدة بما يستطيع أن يؤديه من واجباته تجاه مجتمعه، من خلال تفاعله ومشاركاته مع قضايا مجتمعه، بما يؤدي إلى المحافظة على لحمة المجتمع وتماسكه، كان هذا ملخص لحديثي مع زميل يشاركني العمل التربوي، حينما كنّا نتحدث عن بعض الأنشطة التي تُؤدى في بعض المدارس من خلال المساهمات الفعّالة لبعض المعلمين الذين يدركون أن عليهم واجبات نحو مجتمعهم من خلال قيامهم بأعمال تطوعية لمساعدة طلابهم الذين لديهم ظروف صعبة، أو يعانون من اليتم أو الفقر، أو حاجة بعض أسر الطلاب للمادة، فالمعلمون من خلال عملهم داخل مدارسهم، يقدمون بعض الخدمات، كإفطار الطلاب غير القادرين على جلب إفطارهم من البيت، أومساعدتهم على شراء الدفاتر والحاجيات المدرسية لعجز أسرهم، أو تقديم الملابس الشتوية، أو الفرش، أو المواد الغذائية، فبعض المعلمين كانوا يحرصون على تقديم مواد غذائية لأسر طلابهم حينما يشرف رمضان على الأبواب في الأعوام السابقة، رمضان الذي أسأل الله في علاه أن يبلغنّا إياه، نحن وأهلينا وأحبابنا وبلدنا وقادتنا ونحن في خير وعافية، في ثنايا حديثي قلت لزميلي :لكم أتمنى أن هذا العمل الكبير لبعض معلمينا -جزاهم الله خير الجزاء - لو يتوّج بقيامهم بتدريب طلابهم على المساهمة بدور في المسئولية الاجتماعية، من خلال مناشط المدرسة مع مجتمعه المحيط، أو بداخلها عبر جماعات النشاط المدرسي، لكي تتحول المدرسة إلى مكان لتعلم مهارات الحياة، فيمكن للمدرسة أن تعلّم طلابها كيف يسهمون في ممارسة الأعمال الخيرية، ويشتركون في الأعمال التطوعية التي تغرس فيهم حب عمل الخير، كي تُسقي في نفوسهم الغضة، نبتة الفضيلة والخيرية، وترعى بالتربية الإيمانية، فهم من مجتمع كله خير، وقدرنا وقدرهم أنهم يعيشون في زمن متسارع، وهناك تحديات تواجه هويتهم وأخلاقياتهم، فحينما يتعلمون ما معنى الخير، ما معنى المسئولية الاجتماعية، ما معنى العمل التطوعي، فسنكون قد كسبنا الكثير، وأضفنا لأخلاقياتهم مايربط عليها من بقية القيم التي نرى بعضها وقد نحرت على جنبات الطرق، وحقا يا معروف الرصافي ما قلته ذات يوم:
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات
إذا سقيت بماء المكرماتِ.
تقوم إذا تعهدها المُربي
على ساق الفضيلة مُثمِرات