شهدنا مؤخراً المؤتمر المنعقد لوزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل والذي أُعلنت فيه مبادرات مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام والذي رصدت له ميزانية ضخمة. هذا المشروع الذي يعكس روح المبادرة والاهتمام من وزارة التربية والتعليم وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على دعم وتبني كل ما من شأنه الارتقاء بالعملية التعليمية.
لعلِّي هنا انتهز الفرصة للإشارة إلى أهمية دور التقنية في تطوير التعليم وكيف أصبحت وسيلة طلب للعلم بعد أن كان العلم وسيلة طلب لها في الماضي، وكيف أن في مجتمعنا وصل إلينا التطور التقني قبل أن يتحقق لنا ما نسعى له من تطور علمي، فلا عجب اليوم أن نرى من لم ينل حظاً من التعليم مقتنياً لأحدث أجهزة التقنية (لكثرتهم) بل نعجب أن نرى متعلماً ليس مواكباً لها (لقلتهم). ولحسن الحظ أنّ لدينا الإمكانات والقابلية لاستغلال هذه التقنية وتسخير ما توفره لنا من مصادر تعلم لنتطور علمياً.
وإني من هنا أبعث رسالة إلى رجل التعليم والمبادرات سمو الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم فيما يخص مبادرة مشروع ربط المدارس بالإنترنت والتعليم الإلكتروني واعتماد ما يلزم من معامل وفصول ذكية.
نلفت عناية سموكم إلى أهمية المبادرة بإعداد مناهج تعلّم تقنية لجميع المراحل الدراسية، الهدف منها تعزيز تعلّم منهج الكتاب وترسيخ المعلومة لدى الطالب، من خلال أسلوب المحاكاة والعرض التصويري العلمي للمعلومة، ويعتمد بأسلوبه على الإثارة والتشويق، حيث إنّ هناك الكثير من الأفلام الوثائقية ومشاهد الرسومات المتحركة التعليمية (Educational Animation) المتوفرة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، والتي يمكن لهذه المناهج أن تقوم عليها مبدئياً، كما يمكن التعاون مع شركات متخصصة في هذا المجال لإنتاج المشاهد التعليمية المناسبة لكل مرحلة.
هذا الأسلوب الذي أدركت جامعة الجوف أثره الإيجابي على الطالب، وبالتحديد في كلية العلوم الطبية التطبيقية التي عكفت على تجهيز معامل التعلّم المعزّز بالتقنية (Technology Enhanced Learning) لطلابها الذين عبّروا عن مدى تعزيز المشاهد التعليمية في تعلُّم المنهج المقرر لهم.
ونحن نستشعر أهمية التعلُّم المعزّز بالتقنية ونلمس أثره الإيجابي على طلاب المرحلة الجامعية، فإننا نؤمن بأنّ أثره سيكون أكبر على طلابنا النشء في التعليم العام، وبالتالي رقي وتطوُّر تعليمنا وبلادنا الغالية.