ماذا يمكن أن أكتب للأمير عبد الله بن مساعد بعد الثقة الملكية الكريمة بتعيينه رئيساً عاماً لرعاية الشباب ؟؟
لم تتوقف الرسائل منذ صدور قرار التعيين عبر كافة أجهزة التواصل وكذلك وسائل الإعلام المختلفة ..
الكل أدلى بدلوه .. مادحاً .. مثنياً .. متفائلاً .. منتقداً .. رافضاً .. متخوفاً .. !!
كانت الساحة مفتوحة لكل الآراء ..
لذلك .. ماذا يمكن أن أكتب للأمير عبد الله..؟؟
على أرض الواقع أعرف تماماً أنّ الأمير عبد الله بن مساعد لم يقدم سوى جزء بسيط جداً جداً جداً من طموحاته، برغم أنّ الآلة الإعلامية دائماً ما تحاول إعطاءه فوق ما يستحق، وأنا أعذرهم لأسباب يمكن ذكرها مثل عدم وجود خبرات متخصصة بوسطنا الرياضي مثل خبرات بن مساعد، ولذلك يكون الاحتفاء فيه مختلفاً إعلامياً ناهيك عن شخصيته والكاريزما التي يحملها ..!!
أمسك الأمير عبد الله بملف الخصخصة وللأمانة والتاريخ لا يمكن أن نعطي رأياً جازماً بأمر مجهول النتائج، برغم أنّ التفاؤل موجود بقدرة ذلك الملف على أن يكون نقطة تحول تاريخية داخل وسطنا الرياضي .!!
في الشركة السعودية لصناعة الورق التي ودعها الأمير عبد الله بحزن بالغ، مستقيلاً من منصبه كرئيس لمجلس الإدارة، عاش الأمير عصامياً بعمله وجهده وتمسك بكل أهدافه التي حققها لأنه كان اليد القابضة والعقل المفكر والجسد المدبر ...
عندما خاض تجربة رئاسة نادي الهلال وجد الفرق كبيراً جداً ..!!
كان أمام خيار واحد فقط ..!!
الفريق الأول لكرة القدم فقط ..!!
لم يعتد العمل هكذا فخرج سريعاً من تجربته حاملاً رؤية كبيرة ومهمة لمضامين العمل بالأندية وأسرارها ..!!
من خلال مقابلاته الإعلامية فالرجل لا يخبئ شيئاً أبداً .. صريح جداً .. صارم ولديه استعداد كامل لتحمل مسئولية أي قرار يتخذه ..
البعض يعتبرونه متسرعاً وحاد الرأي .. بالمعنى العملي ديكتاتوري ..!!
شخصياً اعتبره إنساناً يحب ويعشق الوضوح ولا يعجبه اللون الرمادي أبداً أبداً، فهو لا يطيق إضاعة وقته بأمر ضبابي أبداً بل يحسم الأمر من مكانه .!!
منصب الأمير عبد الله الآن يحتم عليه أن يكون سياسياً ..!!
هو لا يجيد ذلك أبداً ..
بل لا يجب الدبلوماسية التعبيرية ..
بالعامية ( يعطيك اياها بوجهك)..!!
أسلوب العصاميين من رجال الأعمال هكذا ..
مثله تماماً مثل شقيقه الأمير عبد الرحمن يحبان الخير وتجمعهما صفة حب السعادة لكل الناس وخاصة اللاعبين ممن يحتاجون أحياناً لتسهيلات بالانتقال أو ظروف معينة، حيث يشتهر أبناء مساعد بذلك، بل إنهما القدوة الصالحة بهذا المضمار ..
عندما نقرأ ما بين السطور، فسندرك أنّ الأمير عبد الله نال ثقة مليكه بعد قرار ملكي آخر يتضمّن إنشاء أحد عشر ملعباً رياضياً عالمياً ..
ماذا يعني ذلك؟؟
يعني أنّ الملك - رعاه الله - اختار أن تتغير ملامح الرياضة والشباب، وتتحول تاريخياً عبر نقلة عالمية لم يجد أفضل من تؤتى الثقة لتجسيدها واقعاً سوى الأمير عبد الله بن مساعد ..
علينا أن نضع أيدينا مع عبد الله بن مساعد ونسهم معه بالدعم والدعاء الصادق، فقد تسنّم مهمة وطنية تاريخية ليدفعنا للعالم الأول قائداً وملهماً ..
علينا أن نتفاءل ونكثر من التفاؤل، وعلينا أن لا نجامل أيضاً..!!
وقع الأمير عبد الله على أرض سبخة مليئة بالفوضى المالية والإدارية والتعقيدات ..!!
إنه إرث حاول الكثيرون تلميعه وتعديله فلم يستطيعوا إليه سبيلاً ..!!
رعاية الشباب تحوّلت لرعاية كرة القدم منذ نشأتها، فكان كل موظفيها وقياداتها يعملون باتحاد كرة القدم لسنوات طويلة، حتى ضاعت هوية تلك المؤسسة الوطنية الشبابية ..!!
اليوم .. رجل مختلف تماماً .. فكر متجدّد.. عقل متفهم .. الأهم .. رجل حقيقي يعي معنى كل دقيقة تمضي من حياته العملية وهذا هو المهم ..
نصيحتي الوحيدة للغالي عبد الله بن مساعد ..
ابتعد عن الإعلام كثيراً كثيراً كثيراً ..
دع الأعمال تتحدث ..
أعط خطة مشاريعك ورؤيتك وارحل بعيداً لتعمل بصمت ..
لا تنس أنّ هناك جذوراً لم تقطع .. أجساداً لا تهتم ... ربما يسربون .. يحاولون رسم السوء.. هؤلاء وُلدوا وعاشوا هكذا متوارثين تلك المؤسسة ..
أنت أدرى بالتعامل معهم ..!!
معك يا عبد الله .. سنعرف حقيقة العزف على قلة الدعم المادي لرعاية الشباب ..
معك سنفهم أين موقع الشباب .. أين مقرات أنديتهم المتعثرة ..؟
معك سننتظر مساءلة إدارة المشاريع والغوص بحقيقة إفلاسها الوظيفي والميداني والهندسي ؟؟
معك يا عبد الله ... كلنا معك .. تذكّر أننا لن نجاملك ..
أنت إنسان حقيقي .. لم تتلوّن أو تتصنّع يوماً ما ..
ها هو التاريخ الوطني أمامك .. اكتب صفحتك وارحل مع الراحلين ..
التاريخ وحده شاهدك .. ناصرك .. متفائلون بك ..
نعرف أنك لن تخذلنا ...
فقط ... ابتعد عن الإعلام لتنجح ..
قبل الطبع:
لا تمش أبداً على الطريق المرسوم لأنه يقودك حيث ذهب الآخرون ..!!
- (غراهام بل)