البعض يرى ويقول إن البرامج التي تهتم بشأن المواطن ومشاكله مع مؤسسات الدولة لا فائدة منها سوى الفضفضة وتفريغ للشحنات السالبة الزائدة لدى المواطن. ولنفترض أن عملها كذلك، فنحن متأخرون في مثل هذه البرامج لمعالجة المشاكل من خلالها، فهذه تقدم منذ ستينات وسبعينات القرن العشرين في دول مجاورة وتستعين بهذه الطريقة من خلال المسرح والمسلسلات في وقت كان إعلامنا حتى النكتة يمنعها؛ لأسباب إما دينية أو اجتماعية.. ما يهمنا هو رأي الجمهور تجاه هذه البرامج الخاصة بهموم الناس.
عندما كانت هذه البرامج غير موجودة كان البعض يتذمرون ويشتكون باللهجة العامية قائلين: ما عندنا برامج توصل صوتنا ومشاكلنا، وعندما وجدت هذه البرامج قالوا: ما منها فايدة بس تفريغ شحنات.
صحيح أن تأخرنا في إعداد وتقديم مثل هذه البرامج ليس مقبولاً، لكن ليس باستطاعتي إلا أن أقول: أن تصل خير من أن لا تصل، لكن ما نريده ليس فقط أن تطرح المشاكل دون أن يتم حلها. هذا لسان حال كثيرين وليس رأيي فقط؛ فقد تكون هذه البرامج وضعت للإصلاح والتطبيق فعلاً ولكن أحياناً يتأخر حلها بحكم أنها تحتاج إلى وقت، إذ ليس من الممكن أن تحل مشاكل متراكمة منذ سنوات في حلقة واحدة من هذه البرامج مع أن مثل هذا البرنامج بالنهاية هي فقط لطرح المشكلة.
البعض يقول: لماذا الجهة المسؤولة في الدولة لا تشاهد هذه البرامج وتعاقب وتصلح المؤسسات المقصرة؟..
الحل بنظري يكمن من خلال وجود فريق تقصٍ للحقائق ومعالجة أيّ قصور إن وجد.