التركة الثقيلة ..!

مع تسجيل كافة الاحترام والتقدير .. لكُل الجهود التي بُذلت .. والوعود التي قُدمت .. والأعمال التي مورست .. منذ تولي الأمير نواف بن فيصل رئيسا عاما لرعاية الشباب ورئيسا لاتحاد القدم .. إلا أنني أرى بأن جُلها لم يكن موفقا إطلاقا ..!

الحقيقة التي يجب الاعتراف بها .. أن وضع كُرتنا ورياضتنا ومنشآتنا ..مُخجل ومُزر.. بل ومُثير للسخرية من القريبين قبل البعيدين .. ولم يستطيعوا أداء المُهمة التطويرية التي أنيطت بهما .. وعجز الرئاسة .. واتحاد القدم .. عن التطور .. كان واضحا ولايحتاج لمزيد من البحث والتحري للتعرف عليه ..!

لسنا بحاجة للتدليل من فشل رعاية الشباب .. أكثر من القول أن العديد من مُنشآت الأندية التي تم اعتمادها من سنوات طويلة لازالت مشاريع مُتعثرة .. وأن تلك المشاريع التي يُفترض أنها سُلمت للأندية.. لازالت تحبو تارة وتمشي مشي الهوينى تارة أخرى .. هذا فضلا عن أعمال الصيانة التي طالت غالبية ملاعبنا .. دون أن تنال رضا أحد .. فهي أخذت الوقت والجهد والمال دون فائدة منها ..!

لقد واصلت رعاية الشباب ضياعها .. في كثير من الأمور والقضايا .. فلكم أن تتخيلون أن ملعبا في مدينة رياضية .. كمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القصيم .. تم منع إقامة مُباراة هُناك بحجة اكتشاف شرخ في المُدرجات يُهدد سلامة الجماهير .. والأدهى من ذلك أن الاكتشاف لم يظهر إلا قبل اللقاء بأسبوع .. أي أن الملعب ظل كُل هذه السنوات خطرا يُهدد الجماهير .. والرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تكتشف ذلك الأمر الخطير .. وفشل رعاية الشباب .. وصل التشكيك في عمل جهات حكومية أخرى .. كما حصل في خطاب الاستفسار الموجه لنادي الهلال للتعرف على ديانة مُدربة الجديد .. وهذا الأمر لن يقودنا لشيء وإذا هو أدى إلى شيء.. فإنه يؤدي إلى استقصاد أندية دون أخرى .. وإلى توسيع دائرة التعصب .. واثاره اللغط ..!

أندية كُثر بح صوتها .. وملت من المُطالبات .. ولم تجد أذنا صاغية .. تسمع لها .. رغم أنه من الواجب أن تُخصص رعاية الشباب جُزءا من وقتها لسماع من يقود شباب الوطن من داخل الأندية .. أي رعاية شباب وهي لاتسمع لمطالب ألأندية ولاتفي باحتياجاتها .. كما يفعل ذلك كُل من يقود رياضة بلده في العالم..؟!

الحديث ينسحب تماما على اتحاد القدم .. حينما كان الأمير نواف رئيسا له .. فمنتخبنا الذي كان يتزعم كُرة آسيا .. تراجع بشكل مُخيف من حيث أدائه وتصنيفه .. وكُل شيء في كُرتنا تراجع .. حتى أن هُناك أندية عريقة كالوحدة تم إنزالها لدوري الأولى .. بسبب الشك والظن والخبرة ..!

وحان الوقت الذي قال فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (كفى) فأمر بإعفاء الأمير نواف وتعيين الأمير عبدالله بن مساعد .. للعمل على رسم سياسة جديدة لرياضتنا .. لاحتواء قضايانا ومشاكلنا ومعالجتها بصورة صحيحة.. وبجدية أكبر.. تستوجبه حساسية المرحلة الحالية .. وأهمية الدور الكبير الذي يلعبه الشباب في خدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم .. ومُعالجة كافة القصور التي تعيشها رياضتنا الآن..!

واختيار عبدالله بن مساعد .. نتعشم أن يكون بداية الانطلاقة نحو الاتجاه في التنظيم والتخطيط ..كما أن التجديد في قطاع مُهم مثل رعاية الشباب .. يأتي في إطار الحرص الحقيقي من خادم الحرمين الشريفين على استنهاض الهمم وتطوير مستويات الأداء.. ورفع مستوى العمل.. ودفع عجلة رياضتنا أشواطاً مُتقدمة .. والنظر في ماتواجهة الأندية ومسيريها وداعميها.. من مشاكل تُعيق عملهم .. وتقف دون تحقيق طموحاتهم .. وإزاحة جميع العقبات التي تعترض عملهم .. والعمل على تحقيق مُتطلبات شباب الوطن بدعم ورعاية واهتمام من قائد مسيرتنا يرعاه الله.

أعرف أن التركة ثقيلة في رعاية الشباب .. وأعرف أن الكثير من المشاكل والعقبات ستواجه الرئيس العام الجديد .. لكنني أعرف أن عبدالله بن مساعد .. رجلا رياضيا عمليا ينشد النجاح دائما .. فهو إلى جانب أنه ترأس ناديا رياضيا كبيرا .. فهو شريك رئيسي لنادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي .. ومؤسس إحدى اكبر الشركات السعودية ..إلى جانب ترؤسه فريق عمل دراسة التخصيص وتطوير الاستثمار الرياضي .. من هذا كُله نتعشم خيرا في قدوم عبدالله بن مساعد لقيادة رياضتنا .. والعمل الجاد على إعادة صياغة العديد من الملفات .. وترجمة جُهد حكومتنا الرشيدة في دفع عجلة رياضة وشباب الوطن إلى الأمام .

آخر الكلام

لجميع المُسلمين التهاني بمناسبة دخول شهر رمضان اعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية واللهم اعنا على صيامه و قيامه والعمل الجاد في صالح الأعمال واجتناب الآثام.. ونلتقي بعد شهر رمضان المُبارك .