أكد مسؤول اميركي الجمعة ان طائرات من دون طياراميركية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الاميركية والدبلوماسيين الاميركيين، في وقت اطلقت القوات العراقية عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت من المسلحين المتطرفين. وقبل ايام قليلة من الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، دعت المرجعية الشيعية الكتل السياسية الى التوافق حول الرئاسات الثلاث، محذرة من تبني فكرة تقسيم العراق، بينما أكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان سيطرة الاكراد على كركوك امرنهائي. من جهته قال مسؤول اميركي رفيع المستوى في واشنطن ان «بضع» طائرات من دون طيار اميركية تحلق فوق بغداد لحماية القوات الاميركية والدبلوماسيين الاميركيين، موضحا «بدأنا ذلك خلال الساعات الـ48 الماضية». وتأتي تلك الخطوة بعدما نشرت الولايات المتحدة 180 من قواتها كمستشارين عسكريين في الايام الاخيرة لمساعدة القوات العراقية على وقف تقدم المسلحين. عراقيا قال مسؤول عسكري بارز لوكالة فرانس برس أمس الجمعة إن «قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) بهدف حماية القوات التي تسيطرعلى جامعة تكريت»، مضيفا ان «قوات اخرى تنتشر حول مدينة تكريت استعدادا لتنفيذ عمليةكبيرة ضد الارهابيين المتواجدين فيها». وأكد المسؤول العسكري أن «تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) اضافة الى السيطرة على الارض في اتجاه محافظة ديالى» في الشرق، مشيرا الى ان «القوات الحكومية تساعد وتسهل خروج العائلات من اهالي مدينة تكريت التي تعتبر ساحة معركة حاليا». وكانت القوات العراقية تمكنت الخميس من السيطرة على جامعة تكريت الواقعة في شمال المدينة بعد عملية انزال قامت بها قوات خاصة اعقبتها اشتباكات، بحسب ما افادت مصادر مسؤولة. في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء نوري المالكي لدى زيارته قيادة عمليات بغداد بحسب ما جاء في بيان رسمي تلقت فرانس برس نسخة منه أمس الجمعة «بغداد آمنة ولا يمكن أن تتعرض لاهتزاز»، مضيفا «لن يستطيعوا أن يحدثوا شيئا في بغداد». وقبل ايام من اول جلسة للبرلمان الجديد الثلاثاء، دعا المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني الكتل السياسية العراقية في مجلس النواب الى التوافق على الرئاسات الثلاث والالتزام بالتوقيتات الدستورية، مطالبا بالابتعاد عن فكرة تقسيم البلاد كحللازمة. ويستعد مجلس النواب المنتخب للانعقاد للمرة الاولى يوم الثلاثاء المقبل في الاول من تموز/يوليو. وينص الدستور على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ اول انعقاد للمجلس، على أن يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيل الحكومة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، ويتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية اعضاء وزارته خلال مدة اقصاها ثلاثون يوما من تاريخ التكليف. وفي وقت تبدو البلاد منقسمة بين مناطق تخضع لسلطة الحكومة المركزية، وأخرى لسلطة مسلحين، ومناطق لسيطرة الاكراد بحكم السلطة الذاتية، قال عبد المهدي الكربلائي انه «لا ينبغي ان يفكر البعض في التقسيم حلا للازمة الراهنة بل الحل الذي يحفظ وحدة العراق وحقوق جميع مكوناته وفق الدستور موجود ويمكن التوافق». وتابع «يجب ان يكون لدينا وعي ان المسألة ليست بابعادها البعيدة» عبارة عن «تنظيم ارهابي يهدد العراق. هذه امور خطط لها وهناك مخطط يهدف الى تفكيك البلد وتقسيمه». وبعد يوم من زيارته مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) المتنازع عليها للمرة الاولى منذ سيطرة الاكراد عليها، اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان هذه السيطرة باتت امرا نهائيا.وقال بارزاني في مؤتمر صحافي مشترك الجمعة مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في اربيل «لقد صبرنا عشرسنوات مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكل هذه المناطق وفق المادة 140 ولكن دون جدوى». وأضاف «كانت في هذه المناطق قوات عراقية وحدث فراغ امني وتوجهت قوات البشمركة لملء هذا الفراغ، والآن انجزت هذه المادة ولم يبق لها وجود». وتنص المادة 140 من الدستور على إجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي والحكومة المركزية في بغداد وخصوصا كركوك الغنية بالنفط والتي تمثل اساس هذا النزاع.