لا تَلُمْنِي إِذَا نَسِيْتُ وُعُودِي
ذَاتَ يَومٍ مُقَصِّراً يَا حَفِيْدِي
فَاللَّيَالِي تَأْثِيْرُهُا فِيَّ يَبْدُو
سَالِباً فِي تَذَكُّرِي لِلْبَعِيْدِ
صِرْتُ مِمَّا جَرَى بِيَومِي وَأَمْسِي
خَالِيَ الذِّهْنِ خَاوِياً كَالبَلِيْدِ
حِيْنَ أَنْسَى وَعْدِي فَتَسْتَاءُ مِنِّي
فَلْتُمَرِّرْه حِيْنَ أَنْسَى وَعِيْدِي
وَتَأَكَّدْ بِأَنَّ حُبَّكَ نَبْضِي
وَشُعُورِي الحَرِيُّ بِالتَّأْكِيْدِ
هُوَ حُبٌّ أُحِسُّه فِي فُؤَادِي
وَبِرُوحِي وَمِنْهُمَا فِي وَرِيْدِي
مِثْلُ هَذَا وَفَوقَه لَكِ مِنِّي
فَاحْلَمِي يَا حَفِيْدَتِي وَاسْتَزِيْدِي
يُعْزَفُ السَّعْدُ فِي فُؤَادِي وَرُوحِي
حَيْنَ يَبْدُو بِعَيْنِ طِفْلٍ سَعِيْدِ
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الطِّفْلُ طِفْلِي
فَصَدَاه بِلا مَدَى أو حُدُودِ
إِنَّنِي مَا أَخْلَفْتُ وَعْدِي بِقَصْدٍ
لا وَمَا كُنْتُ بَاخِلاً بِنُقُودِي
فَانْتَظِرْ بَيْتُ جَدِّكُمْ سَوفَ يَغْدُو
رَوضَةً بَلْ يَفُوقُهَا بِالجَدِيْدِ
سَوفَ آتِيْكَ بِالمَرَاجِيْحِ كَيْمَا
تَتَسَلَّى تَأرْجُحاً كَالقُرُودِ
فَوقَ نُطَيْطَةٍ تَنَطَّطْ وَحَاذِرْ
عَثْرَةً فِي هُبُوطِهَا والصُّعُودِ
وَتَزَحْلَقْ كَمَا تُحِبُّ وَلَكِنْ
لا تَكُنْ دُونَ حَيْطَةٍ يَا حَفِيْدِي
يَا حَفِيْدِي وَقَدْ تَحَقَّقَ وَعْدِي
لا تَلُمْنِي إِذَا نَسِيْتُ وُعُودِي
لَكَ هَذَا وَضِعْفُه والأَمَانِي
أَنْتَ مِنِّي مَشَاعِرِي وَوُجُودِي
غَيْرَ أَنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَتَسَامَى
لا تَكُنْ فِي طُفُولَةٍ بِالعَنِيْدِ
فَتَرَيَّضْ سِبَاحَةً فَهْيَ أَجْدَى
مِنْ مَلاهِيْكَ فِي القِيَاسِ السَّدِيْدِ
مَسْبَحٌ دَارَةُ الغَضَا فِيه تَزْهُو
ظَلَّلَتْ دَوحَه ذَوَاتُ الجَرِيْدِ
مَلْعَبٌ يَحْفِزُ المُسِنَّ لِمَشْيٍ
إِنْ تَمَنَّى لِيَاقَةً كَالوَلِيْدِ
يَحْتَوِي بَيْتُ جَدِّكُم كُلَّ هَذَا
بَلْ وَفِيْه كُثَيِّبٌ مِنْ نُفُودِ
وَلَكُمْ فِيْه رُكْنُ رَسْمٍ وَرُكْنٌ
لِاطِّلاعٍ لِقَارِئٍ لِلْمُفِيْدِ
سَاعَةٌ تَلْعَبُونَهَا بِالمَلاهِي
وَارْتَقُوا مِثْلَهَا بِفِعْلٍ رشِيْدِ
حِيْنَهَا تَكْسِبُون إِيْقَاعَ حُبِّي
وَاشْتِيَاقِي بِدَارَتِي وَجُهُودِي
أو تُلاقُونَ يَا صِغَارِي انْصِرَافِي
عَنْ مُنَاكُمْ وغَضْبَتِي وَصُدُودِي