لم أستغرب ما قرأته في الصحف قبل أيام بأن الملحققية الثقافية السعودية في بريطانيا طلبت من نادي جدة الأدبي العريق أن يزودها ببعض الإصدارات، وذلك لترجمتها، وعدم استغرابي أولا لعراقة ومكانة نادي جدة على مدى تاريخه الطويل منذ تأسيسيه مع تعاقب الإدارات، علاوة على أن شهادتي مجروحة بحكم علاقاتي السابقة به، ويعرف ذلك بعض المقربين.. وهنا لن أستعرض هذا الإنجاز لكي أسرد ما هي الإصدارات التي تم تزويد الملحقية بها بقدر سعادتي بأن أول ناد أدبي تطلب إصداراته من أحد الممثليات الدبلوماسية بالخارج، وقد يكون نادي جدة سباقا في انتشار إصداراته عربياً وعالمياً منذ العهود السابقة وقبل ذلك جودة ما تحتويه هذه الإصدارات من قيمة علمية كبيرة كان يسعى إليها المهتمون بالشأن الأدبي والحريصون على اقتناء ما يقدمه النادي من إنتاج غزير جدير بالاقتناء.. وأعتبر أن هذا الإنجاز هو إنجاز للمؤسسات الثقافية في بلادنا وأتصور أن هذا الأمر سيشرع باب التنافس بين الأندية الأدبية، فإذا كان التنافس سابقاً يكون على الفعاليات المنبرية فقط والنشاطات المصاحبة فأتصور أنه أن الأوان لأن يكون التنافس في تقديم العمل الذي يلفت إليه الأنظار دولياً.
وفي حقيقة الأمر، كنت أتمنى من السادة أعضاء الجمعية العمومية أن يتفاخروا بهذا الاختيار المتميز وينظروا إليه نظرة منطقية بغض النظر عن مدى علاقاتهم بالشخصيات القائمة على إدارة النادي على الرغم من أنه سيحسب من ضمن إنجازات الإدارة الحالية حتى ولو كان بعض الإصدارات التي تم إرسالها من العهود السابقة إلا أنه سيضاف للإدارة الحالية علاوة على أنني دوماً ما أكرر أننا يجب أن ننظر ونفتخر بأن هذا الاختيار جاء لنادي جدة الأدبي وليس لأحد المختلفين معهم أو لأحد من لا تستهوينا آراؤهم وأفكارهم، فكما نتجرأ ونقوم بانتقادهم في الصحف وأن نشاطاتهم غير فعالة، فعلى الأقل يجب على كل محب لنادي جدة الأدبي أن يشير إلى هذا الإنجاز الذي تحقق.