من الآفات التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة آفة التعصب الكروي لفريق بعينه وعدم تقبل أي هزيمة ويعتبر الكل متآمرا عليه لإحباطه وإفشاله، والشخص المتعصب مسكين يرى في كل نقد هدماً وفي كل رأي انتقاصاً من فريقه الذي يشجعه، انظر إلى مشجعي أي فريق في دوري عبداللطيف جميل تجد أن منهم فئة تفسر كل نقد رياضي أنه مؤامرة على الفريق وأنهم لا يسعدهم رؤية الفريق دون أن ينقدوا لاعبيه أو مدربه أو إدارته، والمدهش أن هؤلاء ينتقدون الفرق الأخرى ولا يرون في ذلك عيباً ولا نقصاً فإذا تكلم ناقداً في فريقهم هاجوا وماجوا وملأوا الدنيا صياحاً وضجيجاً.
يا قوم ارحموا أنفسكم، هدفنا النقد البناء وتصحيح الأخطاء والمصلحة العليا للكرة السعودية ومنتخبنا الوطني، وليس هدفنا هذا الفريق أو ذاك، إننا عندما ننتقد لاعباً أو مدرباً أو إدارة فنحن مثل الطبيب الذي يكشف الجرح ليعالجه ويداويه ولو تركه لتقيح وأدى إلى نتائج وخيمة على صاحبه.
فيا أيهما المتعصبون اهدأوا واقبلوا النقد الهادف، ولا تكونوا كالدب الذي قتل صاحبه عندما أراد أن يبعد عنه الذباب، ولا تطالبونا بأن نرى الخطأ ونسكت عليه كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال عند رؤية الخطر، فلسنا كذلك وسنظل نقدم رسالتنا مهما علت أصوات المتعصبين.