1- لم يعد التيار الصحوي صاحب مبادرات وتأثير في الشأن المجتمعي كما كان منذ خمس وثلاثين سنة.. بل أصبح في وضع المدافع يبرر ويحتمي بأعراف المجتمع.. كما لم يعد متحداً في صراعه ضد المنافسين والمناوئين له.. بل صار مختلفاً حول نفسه وطريقة عمله وأهدافه المستقبلية.. مما أوجد انشقاقات جديدة في جسد التيار خلقت بدورها تيارات جديدة متنافسة فيما بينها.
2- تحولت النظرة المجتمعية تجاه قيادات التيار الصحوي من كونهم شركاء أساسيين في تنظيم حياة المجتمع إلى كونهم عبئاً ثقيلاً عليه ومصدر إعاقة لتقدّمه.. بسبب العثرات المتتالية التي حدثت للتيار وأتت بردات فعل عكسية ساهمت في توسيع الجدل حول دوره المجتمعي السلبي من خلال إعاقته للتغيير.
3- يفسر الصحويون التقليديون النقد الذي يتعرضون له من غير أتباع التيار الصحوي باعتباره مظهراً من مظاهر مؤامرة شاملة تستهدف إضعاف مقاومة المجتمع للغزو الثقافي الغربي.. بينما يتهمون المنتقدين من ذات التيار بشق الصف.
4- حتى مطلع القرن الهجري الحالي كان دور رجال الدين يتمحور حول الدعوة والحث على مكارم الأخلاق وإحسان العمل وتعليم الناس عقائدهم وأمور عباداتهم.. وبحلول عام (1400هـ) ظهر الصحويون باتجاهات جديدة لها أهداف وغايات سياسية.
5- أحداث عام (1990م) مهدت للانشقاق الرئيسي في التيار الصحوي.. حيث شهدت تلك المرحلة رؤية سياسية مختلفة من جيل الشباب تتعارض مع المنهج التقليدي المعتاد.. وفي عام (2003م) بدأت الانطلاقة الصريحة لنقد الصحوة بعد ما كان المساس بها من المحظورات.
6- ابتكر التيار الصحوي مصطلحاً جديداً هو (العصراني) نظر له على أنه مخرج هروب وتنازل في مواجهة مناهضة مجتمعية.. فهو وصف مخفف لليبرالي والعلماني لكنه مقبول من التيار الصحوي واعتبرت خطوة للأمام مهما كانت صغيرة.