لم تأل الدولة جهدا ولم تدخر وسعا في توفير أسباب التنمية والتطور والرخاء لأبناء الشعب السعودي في أرجاء الوطن الغالي، وذلك بإقامة مشاريع تنموية متنوعة ضخمة؛
لا سيما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عهد التنمية والرخاء والنماء والازدهار.
وكما أن الحرص على معايير الجودة والتطوير أمر مهم للغاية للحصول على المشاريع في أكمل وجه وأمثل صورة؛ فإن الوعي الشعبي والإحساس بالمسؤولية تجاه تلك المشاريع شرط للحفاظ عليها ومدى استمراريتها، وهو من قبلُ أمانة ومسؤولية يمليها علينا ديننا الحنيف وتقاليدنا الأصيلة.
ثمة قيم حضارية وسلوكيات إيجابية يجب أن تحظى بالعناية والاهتمام؛ لتعكس مدى الوعي والإحساس بالمسؤولية التي تجعل من الناس حريصين محافظين على مقدرات أوطانهم، ولا تحتاج إلى دورة علمية أو شهادة أكاديمية، وإنما هي عملية إحياء ونشر لتلك القيم العالية والسلوكيات البناءة في نفوس الناس؛ نحن أولى بها كونها ليست بالنسبة لنا قيم وتقاليد فحسب بل دين يحثنا على لزومها.
إن الوعي عملية تراكمية مستمرة في الحياة تبدأ في الناشئة من الأسرة حين تحثها على الاهتمام بالنظافة والمظهر ولزوم سلوكيات تبث فيهم روح الإنتاجية وتقويم الأخطاء ومعالجتها وتجنبها مثل العبث داخل وخارج المنزل كرمي القمامة في الطرقات وتلويث الحدائق والمنشآت العامة بترك المخلفات، والتي هي بلا شك سلوكيات لا ترضي الناس؛ مما يعني أن هذه القيم مغروسة في النفوس ولكنها عند البعض لا تظهر إلا إذا كانت صادرة من الغير بينما يتم تجاهلها إذا كانت صادرة منهم، وذلك تناقض يحتاج إلى وعي، وفي الحديث الشريف: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
إن حفاظنا على مقدرات وطننا ومشاريعه الضخمة المتنوعة والالتزام بالتعليمات والأنظمة يعكس صورة إيجابية عن هويتنا ومجتمعنا في عيون الغير، خصوصًا أن بلادنا محط أنظار المسلمين في العالم حيث هي مهبط الوحي ومنبع الرسالة تضم أطهر وأقدس بقاع العالم وهما الحرمان الشريفان، وكذلك هي محط أنظار شعوب العالم من الناحية الاقتصادية حيث قصدتها الشعوب للبحث عن فرص العمل والتجارة للاستفادة من النهضة الاقتصادية لبلادنا ولله الحمد.
إن مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بإصرار ونجاح تستوجب منا الحمد والشكر لله جل وعلا، ثم للقيادة الرشيدة على حرصها واهتمامها بأبناء الوطن وتنمية المناطق، كما يتطلب ذلك منا الإحساس بالمسؤولية تجاه ما تم ويتم من إنجازات هي لبنة وأساس لمستقبل زاهر بإذن الله.
وفي الختام أود تذكير نفسي وأبناء وطني بنصائح وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد التي تحثنا على الإحساس بالمسؤولية في خدمة الدين والوطن وحماية المقدرات والإنجازات للنهوض بالوطن والإنسان السعودي إلى أسمى درجات الشموخ والعز، وليكن شعارنا «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه».