ادى التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة قرابة منتصف ليل الاثنين الثلاثاء عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، الى مقتل عنصر امن لبناني اشتبه بالانتحاري وحاول منعه من تنفيذ العملية، بحسب ما افاد مصدر امني لبناني وكالة فرانس برس.
ووقع التفجير عند مدخل منطقة الشياح بين مستديرتي الطيونة وشاتيلا، قرب حاجز للجيش، ومقهى مكتظ بشبان يتابعون مباراة في كأس العالم لكرة القدم.
واعلن الجيش اللبناني في بيان صباح أمس الثلاثاء انه «عند الساعة 23.40 من ليل أمس، أقدم أحد الانتحاريين وهو يقود سيارة من نوع مرسيدس 300 لون أبيض على تفجير نفسه بالقرب من حاجز تابع للجيش في مستديرة الطيونة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة وفقدان مفتش من المديرية العامة للأمن العام».
وقال المصدر الامني «عمليا استشهد المفتش الثاني في الامن العام عبد الكريم حدرج في التفجير»، إلا أن الاعلان رسمياً عن وفاته «ينتظر انجاز فحوص الحمض النووي لاننا لم نعثر على جثة كاملة له، بل أشلاء».
وكانت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أفادت إثر التفجير عن اصابة 19 شخصاً بجروح، دون سقوط قتلى. إلا أن الانباء عن احتمال مقتل حدرج بدأت بالتواتر فجرا بعد تصريحات ادلى بها زميله في الامن العام علي جابر الذي اصيب بسبب الانفجار، قائلا انه كان برفقته لحظة وقوعه. واكد المصدر ان حدرج وجابر «كان يمران في المنطقة التي وقع فيها الانفجار، واشتبها بسيارة تتقدم بعكس السير قبل ان تتوقف في منتصف الطريق، ويترجل منها شخص، فأوقفاه وسألاه عن سبب توقفه بهذا الشكل، فأجابهما ان مفتاح السيارة انكسر ولم يعد قادرا على تشغيلها».
واشار الى ان الاشتباه بالشخص دفع جابر للتوجه نحو حاجز الجيش لابلاغ عناصره، «بينما بقي حدرج بجانب الانتحاري ليحول دون هروبه». وبعدما سار جابر مسافة نحو 30 متراً «وقع الانفجار»، بحسب المصدر. وتعد الضاحية الجنوبية منطقة سكنية وتجارية مكتظة. وتشهد شوارعها تجمعات شبابية متعددة خلال الصيف، لا سيما في هذه الفترة التي تقام فيها مباريات كأس العالم التي تستضيفها البرازيل.
وأوضح الجيش ان السيارة فخخت «بنحو 25 كلغ من المواد المتفجرة». وأتى التفجير بعد ثلاثة ايام من تفجير انتحاري استهدف حاجزا لقوى الامن الداخلي في منطقة ضهر البيدر (شرق)، ما ادى الى مقتل عنصر في قوى الامن وجرح 33 شخصا. وشهد لبنان سلسلة تفجيرات منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة قبل ثلاثة اعوام.