يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة الاعتقالات والاقتحامات للمدن الفلسطينيَّة في الضفة الغربية وقصف أهداف مدنية في قطاع غزة بحجة البحث عن 3 مستوطنين فقدت آثارهم في الضفة الغربية؛ حيث اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس الثلاثاء قرية مادما إلى الجنوب من نابلس شمال الضفة الغربية واحتجزت 50 شابًا فلسطينيًّا خلال مداهمة العديد من المنازل، وقد تم اقتياد المعتقلين إلى إحدى مدارس القرية والتحقيق معهم.. وقال مواطنون من القرية لـ الجزيرة: «إن جنود الاحتلال، خربوا محتويات المنازل، واحتجزوا عددًا من المواطنين، قبل اعتقال الشاب نمر الهندي وهو طالب جامعي».
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، شابًا فلسطينيًّا من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين وحطمت محتويات المنزل بعد عملية تخريب واسعة داخل المنزل، وقامت بسرقة مبلغ 5000 شيقل.. هذا واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيًّا آخر من قرية بير الباشا جنوب جنين، وحطمت محتويات منزله واستولت على جرار زراعي.. وعلمت «الجزيرة» أن المعتقل هو شريف (حسين غوادرة - 50 عامًا) وهو والد ثلاثة شبان يقبعون في سجون الاحتلال.. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، ثلاثة شبان فلسطينيين في مدينة بيت لحم بعد دهم منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.. كما شنت قوات الاحتلال حملة دهم واسعة، رافقتها كلاب بوليسية، تسببت في إصابة فلسطيني بعد أن هاجمته ونهشت من جسده، ونقل للمستشفى لتلقي العلاج.. كما اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس فلسطينيًّا من قرية بيت كاحل شمال مدينة الخليل ونقلته لجهة غير معلومة.
وفي سياق عملياتها العسكرية، داهمت قوات الاحتلال قرى وبلدات ومخيمات مدينة الخليل ونفذت عمليات تمشيط واسعة وتفتيش للكهوف وللأراضي المحيطة بها، ولمنازل المواطنين، مستخدمة الكلاب البوليسية في محاولة للعثور على المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم في مدينة الخليل قبل 13 يومًا. كما أقدمت قوات الاحتلال، أمس الثلاثاء، على سحب مياه الآبار في خربة حسكة شمال الخليل وسكبها تحت حجج أمنية واهية. كما وواصلت قوات الاحتلال حصارها لمنزل المحامي رجب دنديس غرب المدينة، وسلمت ذويه أمرًا عسكريًّا يقضي بهدم منزله.
إلى ذلك، أفاد محامي وزارة الأسرى الفلسطينيَّة، كريم عجوة، خلال زيارته لعدد من الأسرى الفلسطينيين الإداريين المضربين عن الطعام في مستشفى برزلاي الإسرائيلي، بأن كل من الأسرى: بهاء يعيش، ومؤيد شراب، وسفيان وهادين، والمضربين عن الطعام لليوم 62 على التوالي، في حالة صحيَّة مزرية وبالغة السوء. وذكر عجوة أن الأسير، بهاء الدين عزت يعيش، والبالغ من العمر (54 عامًا)، يمر بأوضاع صحيَّة خطيرة، فهو يعاني من ارتفاع في السكر وضغط الدم ونقص في الكالسيوم والبوتاسيوم وكريات الدم الحمراء، وقال المحامي عجوة: إن الأسير مؤيد جميل شراب، نقص من وزنه خلال الـ60 يومًا الماضية للإضراب، أكثر من 24 كيلو غرامًا، كما أنَّه يتقيأ دمًا باستمرار، ويعاني من ضعف في عضلة القلب وأوجاع دائمة في المفاصل والبطن، ومشكلات بالكلى والكبد. وذكر الأسرى الثلاثة، للمحامي عجوة بأن طبيب المشفى الإسرائيلي يواصل إقناعهم يومًا بيوم، بضرورة فك إضرابهم، وألا أمل في حياتهم، إذا ما واصلوا إضرابهم عن الطعام لعدة أيام قادمة. بدوره، دعا ممثل اللجنة الرباعية الدوليَّة «توني بلير» إسرائيل أن تتصرف بضبط النّفس عندما تعمل في المناطق الفلسطينيَّة المأهولة، بما في ذلك في غزة، والتأكَّد من عدم المساس بالمدنيين.
وشدد بلير في تصريح صحفي أمس الثلاثاء، على ضرورة اتِّخاذ إسرائيل خطوات للحد من العقبات أمام حرية حركة الفلسطينيين والوصول في الضفة الغربية.
وعبَّر بلير عن قلقه العميق تجاه الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينيَّة وإسرائيل، بما في ذلك مقتل المدنيين الفلسطينيين، والاعتقالات واسعة النِّطاق في صفوف المدنيين الفلسطينيين.