شرعت القيادة الفلسطينية بإجراء اتصالات مكثفة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، لوضع حد للعدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر، والتوجه إلى الجهات والمنظمات الدولية من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني .. وقالت القيادة الفلسطينية في بيان أصدرته ونشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: إن العدوان الإسرائيلي المتمادي منذ عدة أيام من أعمال قتل أسفرت عن استشهاد ستة من أبناء الشعب الفلسطيني ، وانتهاك حرمة المنازل، واقتحام المؤسسات والجمعيات والجامعات، واعتقال المئات وإعادة اعتقال من تم إطلاق سراحهم وفق الاتفاقات، بذريعة البحث عن المستوطنين المفقودين الثلاثة، يعني أن الحكومة الإسرائيلية تدفع الوضع باتجاه المزيد من التأزم والانفجار.
وأكدت القيادة الفلسطينية في بيانها أن هذا العدوان لن يحقق أهدافه، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من التمسك بالحقوق الفلسطينية ، وأن هذه الغطرسة الإسرائيلية لن تحول دون إصرار الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال، ولن تنال من صلابة وحدته، ورسوخها في مواجهة هذه الهجمة الشرسة، الرامية إلى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني .
ونددت القيادة الفلسطينية بالعدوان الغاشم والمفتوح، والعقوبات الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جميع الأرض الفلسطينية، الذي أسفر حتى الآن عن ارتكاب عدد لا يحصى من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته. في غضون ذلك ، قالت وزارة الصحة الفلسطينية: «أن 6 فلسطينيين استشهدوا فيما أصيب 118 آخرون خلال الهجمة الإسرائيلية على الضفة الغربية منذ عشرة أيام بداعي البحث عن المستوطنين الثلاثة المفقودين .. وأوضح أسامة النجار الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية» أن المستشفيات الحكومية الفلسطينية سجلت استشهاد 6 فلسطينيين فيما أصيب 118 بجروح بينهم 12 حالة حرجة إضافة إلى المئات بالاختناق والمطاط.
بدوره أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال منذ بدء حملتها العدوانية على مدن الضفة الغربية وصل إلى لـ 468 فلسطينيا ؛ بعدما اعتقل الاحتلال الليلة قبل الماضية 42 فلسطينيا من بينهم أربعة نساء .. ولفت النادي إلى أن حملة الاعتقالات تتركز في مدن الخليل، نابلس، وبيت لحم.. وفي السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية مساء الأحد أن النيابة العسكرية الإسرائيلية أمرت بتحويل 100 معتقل فلسطيني للاعتقال الإداري، في حين أبلغت النيابة العسكرية محكمة عوفر غربي رام الله عن نيتها استصدار 100 أمر إداري آخر بحق معتقلي الحملة العسكرية الحالية. هذا وتواصل قوات جيش الاحتلال الصهيوني لليوم الحادي عشر على التوالي عدوانها على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل ، حيث نفذت قوات الاحتلال فجر أمس الاثنين حملة اعتقالات جديدة بأنحاء متفرقة من مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية بعد مداهمة منازل الفلسطينيين في مخيمات وبلدات المدينة .. وأفادت مصادر الجزيرة المحلية أنّ طائرة مروحية إسرائيلية نفّذت عدّة عمليات إنزال غرب منطقة دورا بالخليل ، بعد أن داهمت 7 آليات عسكرية المنطقة وبدأت عمليات تمشيط في الأودية والكهوف والآبار .. وفي مدينة نابلس ،شمال الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس الاثنين خمسة شبان بعد اقتحامها لمنازلهم في عدة أحياء بالمدينة ، ليرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء العدوان قبل 11 يوما إلى ما يزيد عن 480 فلسطينيا غالبيتهم من حركة حماس ، حيث اقتحم الاحتلال أكثر من 1000 منزل فلسطيني وعاث فيها خرابا وتدميرا.
وفي سياق متصل، قال ضابط إسرائيلي كبير، الليلة قبل الماضية : إن العملية العسكرية الإسرائيلية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية منذ خطف المستوطنين الثلاثة شارفت على الانتهاء وأنها ستنتهي خلال ثلاثة إلى أربعة أيام في حين ستتواصل عمليات الجيش الرامية للبحث عن المستوطنين والتحقيق مع المعتقلين.
وأضاف الضابط الكبير في حديث لموقع والا الإخباري «العبري» ستنتهي عملية عودة الإخوة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام»، وذلك على الرغم من فشلها حتى الآن في الوصول إلى المختطفين حيث ستتواصل الجهود في هذا المجال مع التركيز على المجال الاستخباري.
ويدور الحديث هنا عن عمليتين عسكريتين متوازيتين الأولى عملية البحث عن المستوطنين والتي تركزت في منطقة الخليل أما العملية الثانية والأضخم فقد عمت شتى مناطق الضفة والتي تهدف بحسب إسرائيل لتحطيم البنية التحتية لحركة حماس وتدفيعها الثمن بعد اتهامها بتنفيذ العملية.