مما لا شك فيه أن مجتمعنا مجتمع محافظ يعتمد أساساً على قربه من شرع الله وعلى التركيبة العائلية والأسرية التي ساهمت كثيراً في بناء هذا الوطن والمجتمع، ومن ثم أوجدت رجالاً حملوا على عاتقهم كثيراً من المزايا والخصال التي أساسها أطلق عليهم كنية تحمل المواهب والصفات كالكرم والأخلاقيات والسخاء، وإذا اجتمعت هذه الخصال أو أكثر من ذلك في شخص يُقال إنه شخص حبيب، أو تعم تلك الصفات وتجتمع في شخص أو أسرة وتكون أسرة أبو حبيب.
هذا ما أريد الوصول إليه.. أسرة أبو حبيبب الشثري، عرفتهم منذ أكثر من أربعين سنة على حياة والدي - رحمه الله- وكنت وقتها طالباً وكان يثني عليهم ويذكر كثيراً من محاسنهم.
ويشاء الله أن ألتحق بالعمل بالدولة ويكون لي الفخر أن أعمل وأكون تلميذاً لأستاذي الكبير سعادة اللواء طيار ركن (متقاعد) عبدالله الشثري والمعروف بـ(أبو حبيب).
حقاً إنه حبيب وأبو حبيب، يعجز القلم عن ذكر محاسنه وحسن معاملته للناس، فكان وما زال بقلبه الكبير يدخل الفرح والسرور على كل إنسان، شاباً مع الشباب وشيخاً مع الشيوخ لا تأخذه في الحق لومة لائم، كبيراً في التوجيه وتقديم النصح والمشورة للآخرين وقضاء حاجاتهم، يستحيل أن يرد سائلاً وحاجة أو كما نقول في مجتمعنا (الفزعة).
كثير من الناس يتقاعد عن عمله وتتقاعد معه أعماله إن وجدت وبذلك يتقاعد الناس عن السؤال عنهم، ولكن يبقى عبدالله أبو حبيب حبيباً يتجدّد حبه للناس وحب الناس له، لم يتقاعد عن عطائه ولم تتقاعد ابتسامته وحسن خصاله وخلقه، وهنا أذكر ما قاله والدي - رحمه الله- في إحدى قصائده..
إن الوظائف لا تدوم لواحد
إن كنت تنكر ذا فأين الأول
فابذل من الفعل الجميل صنائعاًً
فإذا عزلت فإنها لا تعزل
أنا ليس لدي قصد من وراء الإطراء والتحدث عن هذه الشخصية، فهذه شهادة وكنية أعطيت لهذه الأسرة من مجتمع سابق وقديم.
أليس من حقنا أن نفتخر ونجدّد ميلاد هذه الكنية بيننا..؟
أليس من حقنا أن نشير بالبنان لكل فاعل خير مواطناً صالحاً أو أسرةً كريمة؟ وكما قال سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره).
عزيزي القارئ إن الهدف من الكتابة عن هذا الموضوع وعن هذه الصفة أن نكون جميعاً كما هي أسرة أبو حبيب حباً لبعض وحباً للوطن والمواطنين وحباً للخير، وكما قال والدي رحمه الله من شعره:
فالمرء يفنى ويفنى ذكره أبداً
والخير يبقى بما أسداه من قِدَم