أن تتحرّر من سيطرة المكاتب وسطوة الفلاشات والبيروقراطية المقيتة فهذا بالتالي يعد نجاحاً إن لم يكن إنجازاً وأن تعايش العمل الميداني من قلب معاناته وهمومه والبعد عن أزيز الإعلام وفلاشاته المسلطة فهذا بحق يعد مكمن النجاح أيضاً ومحاولة تتبع الخلل إن وجد كي يتم تلافيه بأسرع وأسهل الطرق.
ذلك ببساطة... وبدون مقدمات وبمصادفة غريبة ما شاهدته بأم عيني صباح الثلاثاء الفائت التاسع عشر من هذا الشهر تحديداً بخطوة أثلجت صدر كل من كان مراجعاً أو مريضاً داخل ردهات وممرات مستشفى محافظة الدوادمي العام وبالمصادفة شاهدت مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور عدنان العبد الكريم وهو يتفقد المستشفى برفقة قيادات المستشفى الطبية والإدارية ويحث الخطى والجهد ويناقش ويسائل كلاً من الأطقم الطبية والإدارية عن سير العمل في زيارة وعلى حسب منسوبي المستشفى المعني أتت مفاجئة وبدون أي تنسيق مسبق، مطالباً الجميع بتذليل كافة الجهود الطبية كي تكون في متناول المواطن، وهو ما أوصت به قيادتنا الحكيمة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين «حفظهما الله»، وبمتابعة دؤوبة وتذليل منقطع النظير للصعاب من قبل معالي وزير الصحة المكلّف المهندس عدنان فقيه الذي أوصى بمعايشة الوضع من الداخل بعيداً عن سلطة المكاتب، وهو ولله الحمد ما أدى لانحسار فايروس كورونا وقلة الحالات المسجّلة في الآونة الأخيرة ما يعد بالتالي إنجازاً طبياً لعلي معها هنا أعود بالذاكرة لجولة مدير عام صحة الرياض ومعه ركب من المواطنين وأنا أحدهم يناقشونه ويسائلونه عن الوضع الصحي وهو يجاوب بكل أريحية وسعة صدر، ناقلاً لهم الاهتمام منقطع النظير من قِبل الدولة أيَّدها الله بمكافحة الأوبئة والأمراض لعل آخرها تلك الخطط والجهود المبذولة لمجابهة ما يُعرف بفايروس «كورونا»، فمن هذا المنطلق وبهذا الزخم من الاهتمام والمتابعة من كافة المسؤولين بالدولة يعي المواطن أن الأمن الصحي مطلب مهم أخذته الدولة «رعاها الله» على عاتقها، فمن يشاهد المسؤول وهو يتحرّك يمنة ويسرة وبدون ترتيبات مسبقة يتفقد ويذلِّل الصعاب يطمئن بالتالي على أن الوضع الصحي يسير من حسن إلى أحسن؛ والشاهد على ذلك من ضمن الشواهد الكثر تلك الجولة المفاجئة لمدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض آنفة الذكر والتي رصدتها أعين المراجع دون تكلّف ولا تصنّع.