جاءت سيطرة كوستاريكا على مجموعة تضم ثلاثة أبطال سابقين وفوز تشيلي وكولومبيا في أول جولتين لتتضح قوة منتخبات امريكا اللاتينية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل.
ومع الاعتياد على الأجواء وتقديم كرة هجومية استغلت الفرق اللاتينية مهارات لاعبيها لتفرض نفسها على البطولة حتى الآن. وساهمت زيادة عدد اللاعبين من أندية اوروبية بمنتخبات امريكا اللاتينية في هذا التألق لكن السبب الرئيسي في تطور هذه الفريق اعتمد على قوة المنافسة فيما بينها خلال السنوات الأخيرة.
وسبق للبرازيل والارجنتين واوروجواي الفوز بكأس العالم لكن بقية منتخبات امريكا الجنوبية لم تنل هذا الشرف ولم تصل من قبل الى نهائي البطولة. لكن نظام تصفيات امريكا الجنوبية والذي بدأ منذ نهائيات فرنسا 1998 ساهم في زيادة قوة المنافسة بين الفرق التي يجب عليها مواجهة بعضها البعض من أجل التأهل لكأس العالم.
وبعد مشوار تصفيات شاق وطويل امتد الى 16 مباراة لكل فريق احتلت كولومبيا وتشيلي المركزين الثاني والثالث على الترتيب وراء الارجنتين المتصدرة بينما جاءت الاكوادور في المركز الرابع وهو ما ترك اوروجواي تتأهل مرة أخرى عن طريق جولة فاصلة مع منافس من قارة أخرى.
واقتربت فنزويلا من التأهل للنهائيات للمرة الأولى في تاريخها العام الماضي لكنها خسرت 1-صفر على أرضها أمام اوروجواي لتتحطم آمالها. ومع زيادة عدد المشاركين في كأس كوبا امريكا الى 12 فريقا في تسعينات القرن الماضي استفادت المكسيك وكوستاريكا من هذا الأمر. وأرسلت المكسيك وكوستاريكا فريقين لاكتساب الخبرة في كأس كوبا امريكا بالارجنتين قبل ثلاث سنوات وبدأ المنتخبان في حصد الثمار منذ ذلك الحين.
وتوجت المكسيك بالميدالية الذهبية باولمبياد لندن 2012 فيما واصلت كوستاريكا تطورها منذ المشاركة في كوبا امريكا 2011. وتحت قيادة المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو فازت كوستاريكا في نهائيات البرازيل على اوروجواي بطلة العالم مرتين وايطاليا الحاصلة على أربعة ألقاب لتضمن الصعود الى الدور الثاني.
وقال بينتو «استعدت كوستاريكا جيدا واليوم شاهدنا النتيجة. لست واثقا اذا كان يمكنني قول هذا لكن أعتقد اننا قدمنا مباراة مثالية في الدفاع».
وأضاف بعد الفوز 1-صفر على ايطاليا أمس الجمعة «فزنا على منتخب ايطالي رائع يملك لاعبين استثنائيين.» وتابع لاعب الوسط سيلسو بورجس وهو يشير لتأهل كوستاريكا للدور الثاني للمرة الأولى منذ نهائيات ايطاليا 1990 «فلتستمتع الناس لاننا نتطلع للمزيد. عادلنا انجازنا التاريخي لكن نريد ان نخلد أسماء هذا الفريق».
وبعد وصول أربعة منتخبات منها الى دور الثمانية قبل أربع سنوات في جنوب افريقيا تريد امريكا الجنوبية استعادة اللقب الغائب عنها منذ فوز فازت البرازيل بالبطولة للمرة الخامسة في تاريخها عام 2002. وترجح نتائج أول تسعة أيام في البطولة ان هناك المزيد من القوى الصاعدة في امريكا الجنوبية وان الأمر لا يقتصر حاليا على البرازيل والارجنتين واوروجواي فقط.