أُقيم بموقع متميّز وقريب لأجل وصول المراجع من أحياء، وأرياف، ومراكز بريدة. فإذا وصل إلى شرقي وسطها رأى من أماكن منخفضة وبعيدة صرحاً صحيَّاً على ربوة أعطته علوّاً على علو طوابقه الثمانية، وإذا اقترب إليه ليلاً ورفع رأسه نظر إلى تصميم هندسي أبدعت فيه أيدي المعماريين المهرة الذين أعطوه شكلاً جماليّاً؛ كأنه باخرة راسية بعلوها، وتعدّد طوابقها، وأضواء أنوارها، وإذا وصل إلى جهته الرئيسيَّة وجد مداخل طُرق ساحاته المسفلتة، والمرصوفة، والمضاءة. وممرات مداخله التي كُتب على لوحاتها عبارات إرشاديَّة إلى مرافقه، ومواقفه المظللة، والآمنة، والمرقمة؛ لانتظار عربته والاتجاه راجلاً إلى بوابته الغربيَّة المصمَّمة تصميماً يُناسب فخامته، ويصل من درجها الرخامي إلى قاعة الاستقبال الرئيسيَّة التي تُعد تُحفة رائعة تُغريه على المكوث فيها؛ لتنوّع جمال أرضيتها، وجنباتها، وقبّتها. وإذا رفع رأسه لأعلى القاعة رأى قبّة دائريَّة شفّافة تحملها أعمدة مُزيّنة بدرابزين من الإستيل، ومُؤمنة بسياج من الزجاج يتدلّى من أعلاها أغصان، وأوراق زهور الكادي، والياسمين، وخيوط أضواء فوانيس أبرزت فخامتها، وفخامة قبّتها، ومقاعد جلوس الانتظار؛ لأخذ معلومات الخدمات التي تُقدّم من كاونترات الاستقبال، والسير على خطوط الأرض الملوّنة التي تُرشد للوصول إلى مرافق القاعة التي من أكثرها أهميَّة، وحضور مكتب مدير البرج، ومكتب المدير المناوب، ومكتب الشؤون الماليَّة والإداريَّة، وأخرى طبيّة وفنيّة.
كما يُوجد في القاعة مصاعد كهربائيَّة لطوابقه الثمانية التي من ضمنها ثلاثة طوابق عنابر تنويم رجاليَّة، ونسائيَّة منفصلة عن بعض، وعلى جنباتها الأجنحة، والغُرف الفخمة المؤثثة أثاثا فندقيا، والمزوّدة بأجهزة طبيَّة، وأدوات فنيَّة، وآلات خدميّة التي من أكثرها أهميَّة الأسِّرة البيضاء المتحركة تحت الشرفات؛ لإمتاع أنظار المنومين، والزوّار إلى غرب بريدة، وشرقها.
يُوجد في جهة البرج الشرقيَّة بوابة رئيسيَّة توصل إلى مواقع الطوارئ، والإسعاف، والعيادات الخارجيَّة، ومركز الكلى، وغيرها من المراكز الواقعة في ركنه الشمالي الشرقي، والجنوبي الشرقي. فإذا أراد المراجع العيادات الخارجيَّة فإنه من السهل عليه الوصول إليها من بوابة قاعتها التي تعلو ساحة المدخل، وهي قاعة لا تقل فخامة، وجمال، وخدمات عن قاعة الاستقبال الغربيَّة، وإذا دخل إلى قاعة العيادات وجد كاونترات الاستقبال؛ لأخذ مواعيد مراجعة الطبيب في العيادة التي حُوّل إليها من مركزه الصحي الذي يجد في العيادة سرعة الكشف، والتشخيص، وصرف الدواء. كما يُوجد في الركن الجنوبي الشرقي مقر الطوارئ، ومنطقة الاستقبال، وكوادره الطبيَّة، والفنيَّة، والتمريضيَّة، وغرف الكشف، والإنعاش، والملاحظة؛ لمباشرة الحوادث الطارئة وإسعافها.
ويعتبر موقع البرج امتداداً لموقع مستشفى بريدة المركزي الذي يُعد من أقدم مستشفيات المنطقة وبقي عامراً يُقدّم خدمات لأكثر من: ستين سنة إلى أن افتتحت أبواب البرج في اليوم الثامن من الشهر السابع سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة؛ لاستقبال المراجعين في طوارئه، وعياداته، وعنابره، ولأجل إبقاء هذا الصرح العظيم صرحاً عامراً لأجيال تلو أجيال أن نُحافظ على مرافقهِ، ولا نعبث بها، وأن يُقدّم الإداريين، والفنيين، والأطباء خدمات تُناسب فخامته التي بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين عشرات الملايين من الريالات؛ لأجل صحة المواطن بمتابعة من معالي وزير الصحة، وإشراف من سعادة مدير عام الشؤون الصحيَّة، واهتمام من سمو أمير منطقة القصيم، وسمو نائبه.
لذا نأمل من سعادة هرمه الإداري الذي قدَّم وما زال يقدّم خدمات جليلة منذُ البدء في إنشائه إلى أن تم استقبال المراجعين أن البرج يحتاج قبل الافتتاح الرسمي لكوادر طبيّة تُناسب فخامة وكثرة مراجعيه، والإسراع في إنشاء مسجد داخله؛ لأداء الصلاة وصلاة وخطبتي الجمعة، وهذه من أعظم الخدمات التي ينتظرها المرضى، والعاملون، والمراجعون بدلاً من الذهاب إلى مساجد خارجه، وإعداد كُتيّب إعلامي عنه، وعن مرافقه قبل الافتتاح الرسمي؛ لإعطاء القُرّاء من الحاضرين في حفل الافتتاح وغيرهم نُبذة إعلاميّة بالكلمة والصورة عن صرح صحيّ يُضاهي أضخم الصروح في بلادنا.