في رثاء أخي الدكتور أسامة عبد الرحمن
كأنًّكَ مَاثِلٌ أبَداً إزائي
تُذَكِّرُ في الصَّبَاحِ وَفي المَسَاءِ
بِحُزْنٍ دُوُنَهُ في الفَقْدِ حُزْنٌ
يُحَفِّزُ صَبْرَ قَلْبي لِلْبُكَاءِ
فلا السُّلْوَانُ ألْمَحُهُ أمامي
ولا النِّسْيَانُ أحْسِبُهُ وَرائي
بِدُونِكَ قَدْ وَجَدْت الرَّوضَ قَفْراً
وَمُرَّاً قَدْ وجَدْتُ عُذيْبَ مَائي
فَلَوْ قَدْ جَازَ عَنْ حَيْنٍ فِدَاءٌ
إذاً بادَرْت حَتماً لِلْفِدَاء
وَفاءً قَدْ أَرَاهُ لَهُ قَلِيلاً
لِمَنْ قَدْ كَانَ رَمْزَاً لِلْوَفَاء
أسَامَةُ ما الَّذي خَلَّفتَ فينا
مِنَ الأَحْزان تَنْطِقُ بالعَنَاءِ
وَكُنْتَ إذا أَلّمَّ بنا عَنَاءٌ
تُسَارِعُ بِالمَسَرَّةِ والهَنَاءِ
فَهَلْ تَدْرِي الفضَائِلُ عَنْ غيابٍ
لِحُرٍّ قًدْ رَعَاهَا باصطفاء
كَرِيِمٍ قَدْ تناسَلَ مِنْ كَريِمٍ
لَهُ سَبْقٌ إلى سُبلِ السَّخَاءِ
وَشِعْرٍ كَمْ سَمَوتَ به مُجِيِداً
يُحَلِّقُ في السُّمُوِّ إلى السَّمَاءِ
وَهَلْ دَرَت ِالحقَائِقُ قَدْ تَوَلىَّ
صَئوُنٌ للحَقَائِقِ لا يُرِائي
رَثَيْتُكَ إذْ رَثَيْتُ صميمَ نَفْسِي
رَثاءً قَدْ رثيتُ بهِ بَقائي
وَقَوْلي ما بدا لي منْكَ شَوْقٌ
سَلاَماً ... يا أُخَيَّ ... إلى اللِّقاءِ