عبر خبراء سياسيون في مصر عن بالغ الترحيب بالزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدين أهمية هذه الزيارة في توثيق التعاون بين البلدين. ووصف الخبراء الزيارة باللفتة الودية والرسالة المهمة لكل دول العالم على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين والدعم السعودي غير المحدود لمصر وشعبها وقيادتها الجديدة. وقالوا: إن الزيارة حملت العديد من الإشارات المهمة في هذا التوقيت البالغ الدقة والحساسية بالنظر إلى أن العلاقات المصرية السعودية، ستظل المؤشر الرئيس على عافية النظام الإقليمي العربي.
وقال السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري السابق إن الزيارة تحمل لفته ودية من قبل الملك عبدالله، حيث أكد الرئيس السيسي في عدة لقاءات أن أول زيارة خارجية سيجريها ستكون للرياض، ففضل الملك عبدالله أن يبادر هو بزيارة القاهرة. وأضاف أنه على الرغم من قصر الزيارة إلا أنه تم التطرق فيها للقصايا الإقليمية ولدعم الاقتصاد المصري من خلال الحديث عن مؤتمر المانحين لمصر والمستقبل الاقتصادي. وأوضح أن الزيارة تعبر عن دعم المملكة الرئيس السيسي والتأكيد على حرص السعودية على مساندة مصر بكافة الأشكال المعنوية والمادية.
ووصف الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر، بأنها ذات قيمة عالية جداً في هذا التوقيت الدقيق من تاريخ الأمة العربية، حيث تتعرض العراق وسوريا وليبيا للتفكيك. ونوه إلى أن الزيارة تحمل رسالة قوية للولايات المتحدة، بأن مخططها محكوم عليه بالفشل في إعادة تقسيم المنطقة العربية.
فيما أشار بهاء الدين أبو شقة السكرتير العام لحزب الوفد، إلى أن زيارة العاهل السعودي لها دلالات كثيرة وتحمل رسالة سواء داخل أو للخارج بأن السعودية تقف إلى جوار مصر في خطواتها لإكمال خريطة المستقبل التي أعلنت عنها القوى الوطنية المصرية بعد ثورة 30 يونيو، وقدمت لها الرياض كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي، وبذلك جهوداً دبلوماسية لتغير نظرة العالم التي روجتها جماعة الإخوان بأن تلك الثورة كانت انقلاباً عسكرياً، كما أن خادم الحرمين أراد أن يرسل رسالة قوية بأن الشعب المصري وجيشه يقفان بكل قوة في وجه الإرهاب وأن مصر هي الحصن المنيع المساند لكل الأمة العربية ضد مخططات التقسيم التي تسعى إليها أمريكا وقوى الغرب.
ورأى أبو شقة أن توقيت الزيارة بعث برسالة للخارج مفادها أن مصر استعادت مكانها وقوتها داخلياً وخارجياً وتؤكد إدراك السعودية أن المؤامرة التي كانت تحاك ضد مصر كانت تستهدف السعودية ومنطقة الخليج أيضاً، بل والأمة العربية كلها.
وأوضح يحيى بدر القيادي بحزب الحركة الوطنية المصرية أن الزيارة والظروف المحيطة بها، تؤكد مدى قوة وعمق العلاقات بين مصر والسعودية، حيث كان من المقرر زيارة الرئيس السيسي للسعودية لكن خادم الحرمين الشريفين قرر البدء أولاً بزيارة مصر مما يدل على متانة علاقات البلدين ويفند كل الادعاءات الرامية إلى التشكيك في الرباط الوثيق لمحور القاهرة الرياض، كما أن الزيارة تؤكد وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب المصري فالسعودية باتت فعلاً لا قولاً هي حائط الصد ضد محاولات تشويه ثورة 30 يونيو، فقد دعمت مصر اقتصاديا بشكل ملحوظ وتعد حالياً لمؤتمر المانحين لإعادة دفع الاقتصاد المصري ليعكس القوة الحقيقية لهذا الاقتصاد الواعد بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد المهندس جلال مرة، الأمين العام لحزب النور، أن زيارة الملك عبدالله للقاهرة، تؤكد عمق العلاقة بين الشعبين المصري والسعودي، وتعكس معنى الإخوة بين البلدين وأنهما شعب واحد ووطن واحد، كما أنها تدل على قوة العلاقات بين البلدين.
وقال مرة: «نأمل أن تزيد هذه الزيارة من روابط الصلة بين الشعبين المصري والسعودي، وأن تكون خطوة لحل جميع المشكلات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وأن يعم العدل والسلام العالم العربي والإسلامي».
فيما رحب الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ المشايخ بزيارة خادم الحرمين الشريفين ولقائه بالرئيس السيسي، مؤكداً أن زيارة الملك عبدالله جاءت لتؤكد على أهمية مصر في محيطها العربي والإسلامي ودعماً للرئيس السيسي نحو استكمال خارطة الطريق.
وأشار إلى أن تلك الزيارة سوف يكون لها نتائج إيجابية سوف تنعكس على المشهد المصري قريباً.
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، فقال إن السعودية قامت بمساندة النظام المصري الجديد، بعدما تلمست خطر الإخوان على الأمن القومي المصري والعربي، ومن هنا جاء الدعم الخليجي بشكل عام والسعودي والإمار اتي بشكل خاص لمصر، سواء دعمًا معنويًا في شكل ضغط على أمريكا وأوروبا ودعم اقتصادي ومادي مباشر.
وأضاف أنه من المؤكد أننا أمام إنشاء محور جديد وهو محور اعتدال بقيادة مصر والسعودية في مواجهة محور التطرف الذي أنشأه الإخوان المسلمون في المنطقة.
فيما قال الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة الدراسات العربية والدولية بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، إن زيارة الملك عبدالله لمصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي لها أهمية كبيرة، لاسيما أن السعودية على وعي بما تعانيه مصر من تحديات، كما أنها صادقة في معاونة مصر لمواجهة تلك التحديات.
وأضاف أن الأمر الثاني يتمثل في حاجة السعودية إلى مصر، وإدراكها للوزن السياسي لمصر عربياً وعالمياً، خاصة أن السعودية تتعرض للعديد من المخاطر بجانب العديد من الدول العربية، وعودة مصر إلى مكانتها الريادية أمر يفيد السعودية، موضحاً أن بين مصر والسعودية توازن في المصالح.. وأعرب عن أمنيته أن تمهد الزيارة إلى تأسيس مجلس أمن عربي حقيقي، يضم كل من مصر والسعودية والإمارات، ويكون نواة في إطار تعاون اقتصادي وأمني بين الدول العربية، ويكون مفتوحاً لأي دولة عربية تريد الانضمام شرط الموافقة على شروطه.
وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن زيارة خادم الحرمين لمصر تعد أول زيارة رسمية عقب ثورة 25 يناير، ولها مغزى إستراتيجي مهم يتمثل في أن السعودية لم تنتظر أن يأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي لها فبادر ملك السعودية بالزيارة، رغم أنه قليل الزيارات الخارجية.
وأضاف زهران أن الزيارة لها مغزى يتمثل في أن المملكة تبعث برسالة بأنها ستقف بجانب مصر في عهد الرئيس السيسي وستعاون مصر قيادة وشعباً، ولن تدخر وسعا في الإسهام المباشر كي تتجاوز مصر محنتها، مؤكداً أن الزيارة تستحق التقدير، لافتاً إلى أن الزيارة تؤكد أهمية عودة الدور القيادي لمصر باعتبارها رمانة الميزان للشرق الأوسط، لافتاً إلى أن السعودية ترى أن ممارسة هذا الدور يتطلب تضافر جهود السعودية ومصر، ليكون محور القاهرة الرياض هو القائد للمنطقة بكاملها وحائط الصد المنيع ضد مخطط الاستعمار الجديد. مشيراً إلى أن منطقة الخليج العربي هو أمن قومي مصري بالدرجة الأولي.
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن توقيت الزيارة للقاهرة له مدلول كبير، ففي الأعراف الدبلوماسية ينظر لأول زيارة لدولة على أنها تشير إلى مدى عمق العلاقات الإستراتيجية التي ترتبط العلاقات بين الدولتين.
وأضاف أن الملك عبدالله أول حاكم يزور القاهرة بعد انتخاب الرئيس السيسي. وأشار إلى أن الزيارة هي رسالة واضحة إلى العالم باستعادة الدور المصري العربي ورسالة موجهه أيضاً إلى إيران والولايات المتحدة الأمريكية على قوة وصلابة العلاقات الخليجية - المصرية، ورغم قصر الزيارة إلا أنها لها مدلول كبير يتمثل في وجود اتصالات مباشرة قبل الزيارة بفترة.
من جانبه قال الدكتور مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة العاهل السعودي مهمة للغاية نظرا لأن العلاقة بين مصر والسعودية أصبحت وثيقة عقب ثورة 30 يونيو مما يضفي أهمية للزيارة.
وأضاف أن مصر اعتمدت على التدخل السعودي في علاقتها مع القوى الدولية، حيث ساعدت المملكة مصر كثيرا في أزمتها الأخيرة سياسياً بجانب المساعدات التي قدمتها للاقتصاد المصري، مشيراً إلى أن الزيارة ستسفر عن الكثير من المكاسب لمصر وأهمها زيادة رؤوس الأموال السعودية في مصر، وفتح باب العمالة المصرية بالسعودية.
من جانبه أكد تامر الزيادي، مساعد رئيس حزب المؤتمر، أن زيارة العاهل السعودي للقاهرة، ولقاءه الرئيس السيسي يعكس عمق العلاقات المصرية السعودية، ويؤكد أن القاهرة والرياض هما القوتان اللتان سترسمان مستقبل المنطقة وتستطيعان التصدي لكافة مخططات التقسيم وهدم الدول العربية لخدمة الأجندات الغربية الداعمة للتنظيمات المتطرفة.
واعتبر الزيادي أن زيارة العاهل السعودي مفادها أن للمنطقة «كبار» لن ترهبهم مخططات «الصغار»، وأن الأنظمة التي تعكس رؤية شعوبها هي القادرة على الصمود في وجهة الإرهاب وموجات التطرف.