قرأت وتابعت كل الأخبار التي تناولت تشريع النظام الفصلي للتعليم الثانوي؛ ولي تعليق؛ حول ذلك وهو كما يلي:
في النظام الفصلي الجديد؛ نصوص كثيرة؛ تركز التحصيل الطلابي؛ وفترات التقييم؛ وفي النهاية كشف المتعثر من الطلاب؛ وطلب تشكيل لجنة للمتعثر؛ والتوصية له بالانخراط فيما يناسبه كالدراسة المهنية أو الأكاديميات التعليمية؛ أو العودة به للتعليم؛ وتصاب بالدوران من هذا التناقض والتردد في صنع القرار.
فالواقع يقول: لا يوجد مؤسسات مهنية في القرى والهجر؛ فهل تستطيع وزارة التربية والتعليم التأثير على المجتمع ونقل الطالب من منزله لمدينة أخرى؛ فيها تعليم مهني؛ ليتلقى تعليماً مهنياً؛ بدل من تضييع وقته في التعليم الثانوي؛ ومن سيحضن الطالب؛ ومن سيصرف عليه بعيداً عن أسرته؛ وهل يتقبل الطالب ذلك وولي أمره؟
وفي يوم 8 من شعبان عام 1424 للهجرة وفي عدد صحيفة الجزيرة رقم 11328؛ كتبت مقالاً عن «المتعثرين» دراسياً؛ وطلبت التعاون مع التعليم المهني؛ لتوفير مدارس خاصة بهم؛ وطلبت ابتكار ما يوازي الثانوية في مجال عمل المنتسب دراسياً؛ بدلاً من الدراسة في مدارس التعليم العام؛ بحيث يستفيد منها الدارس في الترقية ونحوها؛ وذهبت الأعوام؛ وجاء النظام الفصلي ليتكلم عن خيال؛ يصعب تطبيقه فليس هناك مستحيل؛ فالتعليم المهني قادر على الصرف وتوفير المحاضن؛ بل تأسيس معاهد مهنية متنقلة؛ أو استغلال المدارس في العطلة الصيفية؛ وضخ الأدوات المهنية في المدارس أثناء العطلة الصيفية؛ ثم استغلالها في التربية المهنية أثناء الدراسة؛ وتوطين المهني في الأماكن التي لا يتوفر فيها كيانات لدى التعليم المهني.
فخلق مجلس يجمع بين وزير التربية والتعليم ومحافظ التعليم التقني؛ وإعادة التعليم المهني الثانوي؛ يضمن التنظيم للتعليم الثانوي؛ وأيضاً نحن بحاجة لمعاهد تتبرع بها الشركات والمؤسسات؛ لرعاية المتعثر دراسياً. ولا يمكن القفز على أولياء الأمور لإجبارهم على استبعاد ذويهم من التعليم الثانوي؛ وخصوصاً في القرى؛ إلا إذا واكب موقع «نور التطوير»؛ لا سيما أن النظام الفصلي سيتوفر في القرى أكثر من توفره في المدن.
إن المهم هو ليس رصد الدرجات؛ بل المهم هو إعلام ولي الأمر وباللحظة أن ابنكم لا يشارك على سبيل المثال؛ بل إعلام الوزير بذلك؛ ولكن كيف؟!
هذا شرحته في مقالي بعنوان «ابتسامة التعليم في تعديل نظام نور» ومقال «ملكية المعلم».
البلد ولله الحمد مقبل على التشريع للأنظمة في كل مجال؛ ونشر ثقافة التقاضي والتظلم؛ وتسريع العمل بالأنظمة المدنية؛ فهل يكفي لجنة لتقرر بأن الطالب متعثر دراسياً؛ مع الغفلة التامة عن أعمال الإرشاد الطلابي؛ وتحديد أدوات المتابعة؟! المتوقع مع حال نظام نور هو مواجهة التربية والتعليم بقضايا عدة؛ كممانعة لقرار اللجان. وهناك متطلبات يجب توفيرها في نظام نور؛ لتكوين سلسلة مهام؛ تصب بشكل رسمي وقانوني لتحديد مستوى ومهارات كل طالب؛ وكشف المتعثر في وقت مبكر.
إن التعليم المهني ليس من حق الطالب المتعثر فقط؛ بل هناك طلاب لديهم مهارات وقدرات؛ تحتاج لمدارس ثانوية متخصصة؛ ومحاضن تربوية؛ لتصنع الرسام والرياضي والنجار والإعلامي؛ وليس كطالب ينتهي به التعليم ويقف عند الثانوية؛ بل ينقله إلى أعلى الشهادات.