شدني ما يتناقله أفراد المجتمع من رسائل وتحذيرات تختص بمرض كورونا، وكأنهم على حافة الهاوية، أو كأن ذلك الوباء (حسب تعبيرهم) يدق أبوابهم ليل نهار، أو كأنما هو بانتظارهم ليباغتهم ويقضي عليهم جميعاً!
ولا يكاد المرء يتصفح أحد برامج التواصل إلاّ ويجد ضجيجاً هائلاً من قبل المستخدمين تحذيراً وترهيباً ووعيداً وتأمناً من ذلك المرض، وبين هذا وذاك بت أسأل نفسي:
هل كنا نشعر بمشاعر مشابهة لهذه المشاعر إبان سماعنا بإنفلونزا الخنازير وغيرها سابقاً؟
أو أن كل ما في الأمر كان مجرد تقصير منا؟ أم هو قصور إعلامي حينها؟
أو أنّ للإعلام الجديد يداً في تضخيم فحوى الخبر!!
ظللت أفكر حائراً دون جدوى فلم أكن لأجد طريقاً للخروج من هذه الدوامة الفكرية..
وبعد التأمل في تتابع الأحداث وكيفية ظهورها وطرق معرفتي عنها راود عقلي سؤال:
هل كنت أعرف أحداً أصيب بإنفلونزا الخنازير أو الطيور؟
فكانت الإجابة مختلطة بمشاعر خوف متوارية: لا!
ومن حيث لا أدري انقدت نحو السؤال الأهم:
هل أعرف الآن شخصاً يعاني من وباء كورونا؟
فكانت الإجابة: لا..
إذن فما الذي يجعلني أذعر!
وخلصت من تلكم الجلسة التفكيرية: (أن عدم إصابتي بكورونا لا يعني عدم موتي، وموتي لا يعني أن لا سبب لموتي إلاّ كورونا!).