«اعرف نفسك» عبارة فلسفية قديمة قدم التاريخ. فهل يعرف كل منا نفسه؟
معرفة الذات أو النفس هي الوعي بالوجود وأسبابه وخصائصه. وإن تحقق هذا النوع من الوعي فإن كل فرد منا سيتمكن من معرفة ما له وما عليه وما يترتب على وجوده من واجبات، وما لهذا الوجود من فوائد تمنحه حقوقا وصلاحيات.
أيها الرجل، اعرف نفسك وما لوجودك من خصائص وما تقتضيه هذه الخصائص من واجبات. أيتها المرأة, اعرفي نفسك واعطِها حقها. لا تسمحي لأحد بسلبك أيا من خصائصك ولا تجرفك عاطفتك نحو تجاهل حقوق وجودك. أيها الإنسان، اعرف طاقتك وسعة عقلك وما كنز بداخلك من قوى مكنونة أسكنها الله عزَّ وجلَّ جوفك، وقلبك، وجسدك لترقى وتنمي ما حولك.
إن كل ما نحتاج إليه هو إدراك هذه المقولة إدراكا صحيحا. علينا جميعا أن نعرف. والمعرفة تبدأ بإدراك الذات فإن عرفت نفسك عرفت خالقك. وإن عرفت خالقك وصلت إلى الإيمان المطلق. وإن حباك الله بالإيمان أخلص فؤادك لله وتوجهت بعشقك نحوه. وإن فعلت، صار كل عملك خيراً وإن فعلت خيراً عمرت الدنيا وما عليها.