تحتشد القوات العراقية إلى الشمال من بغداد استعدادا لمهاجمة مسلحين متشددين دفع تقدمهم صوب العاصمة العراقية بغداد الإدارة الأمريكية إلى عرض إرسال مستشارين عسكريين بهدف تقوية شوكة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. وعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال ما يصل إلى 300 أمريكي للمساعدة في تنسيق القتال لكنه أحجم عن تلبية طلب من الحكومة العراقية بشن غارات جوية، وجدد دعوته للمالكي ببذل المزيد من الجهد لتجاوز الانقسام الطائفي الذي أجج مشاعر الاستياء بين الأقلية السنية بالعراق. وبينما أصبحت مدينتا الموصل وتكريت حاليا خارج سيطرة الحكومة أكد أوباما أنه لن يرسل قوات برية الى العراق بعد عامين ونصف العام من انسحاب آخردفعة من القوات الأمريكية من العراق. وقال الرئيس الأمريكي إنه سيرسل مستشارين وإنه مستعد للقيام بعمل عسكري «موجه» فيما بعد اذا اقتضت الضرورة وهو بهذا يرجىء لكنه لا يستبعد احتمال القيام بضربات جوية لصد تقدم المتشددين. ووجه أوباما رسالة قوية للمالكي بشأن الحاجة لاتخاذ خطوات عاجلة لرأب الصدع الطائفي في العراق وهو الأمر الذي يقول مسؤولون أمريكيون إن رئيس الوزراء الشيعي فشل فيه واستغله مقاتلو الدولة الإسلامية للفوز بتأييد أوسع بين السنة. وقال أوباما للصحفيين «ليس بمقدورنا أن نحل ببساطة هذه المشكلة بإرسال عشرات الآلاف من الجنود وأن نبدد الأرواح والأموال التي أنفقت بالفعل في العراق..في نهاية المطاف هذا أمر لابد ان يحل بأيدي العراقيين.» وقال مسؤولون أمريكيون: إن القوة الأمريكية ستتكون من 300 مستشارعسكري من القوات الخاصة وسيعملون في مراكز للعمليات المشتركة لتبادل المعلومات والتخطيط.
ميدانيا قتلت امرأة وأصيب أربعة اشخاص آخرون بينهم طفل بجروح امس الجمعة عندما استهدفت مروحية عسكرية عراقية بالخطأ منازل في ناحية الضلوعية الواقعة على بعد 90 كلم شمال بغداد، بحسب ما أفاد مصدر امني ومسؤول محلي وشاهد عيان. وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة لوكالة فرانس برس ان «مروحية قامت بقصف ناحية الضلوعية حيث استهدفت منازل ودورية للشرطة ما أدى الى مقتل امرأة وإصابة اربعة اشخاص آخرين بينهم طفل بجروح». وفي قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) تواصلت الاشتباكات أمس بحسب شهود عيان حيث تحاول القوات الحكومية منع المسلحين من السيطرة على القضاء الاستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية الذي تسكنه غالبية من التركمان الشيعة. في موازاة ذلك أكدت مصادر عسكرية لفرانس برس تواجد مسلحين في منطقة تضم بقايا ابنية تابعة لمنشأة لصناعة اسلحة كيميائية كان يطلق عليها «منشأة المثنى» ابان النظام السابق في العراق، على بعد حوالى 30 كلم غرب بلد (70 كلم شمال بغداد). واكد عضو في اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين رفض الكشف عن اسمه ان المسلحين لجأوا الى موقع المنشأة خلال الايام القليلة الماضية، فيما ذكر شهود عيان ان المسلحين يتنقلون في هذه المنطقة بسيارات مدنية وعسكرية، كما يتواجد مسلحون آخرون في منطقة النباعي التي تقع على بعد حوالى 15 كلم غرب الدجيل (60 شمال بغداد)، وفقا لمصادر عسكرية. وفي هذا السياق، قال قائد عمليات سامراء (110 كلم شمال بغداد) الفريق صباح الفتلاوي لفرانس برس إن «المسلحين متواجدون فعلا في هذه المناطق ولكنهم محاصرون من قبل قواتنا وسيتم القضاء عليهم». وأضاف ان «قواتنا تسيطر بشكل كامل على مناطق الضلوعية والدجيل والمناطق المحيطة بها، وستواصل تطهير المناطق الاخرى».