اطلعت على كاريكاتير هاجد يوم الجمعة؛ 15-8-1435 في عدد الجزيرة 15233 الذي صوَّر فيه أفواهاً كالبوق؛ وتعليقاً على ذلك أقول:
إن اختطاف إعلام الطالب أو ضعفه؛ لم يتم إلا عندما غفل الإعلام التربوي والنشاط الطلابي والجهات المؤثّرة عن استثمار المواهب الإعلامية الطلابية؛ وعن استثمار قدرات المعلمين أيضاً؛ وبسبب غفلة التربية والتعليم عن تبني مفاهيم التربية الإعلامية؛ أو بالأصح لأن الإعلام التربوي غير قادر بكوادره على تقديم الأفضل.
يُضاف إلى ذلك تأخر نظام «نور» عن مواكبة التواصل الجاد والسريع والنافع بين المعلم والطالب؛ أو لأن نظام «نور» لا يمكن له فعل المستحيل بمجال التربية الإعلامية. وذكرت نظام نور، حيث يتم التعويل عليه في خلق التواصل التعليمي والتربوي.
قد تموت موهبة الإعلام لدى طلاب التعليم العام، حيث لا تصنع القدرات الإعلامية بشكل جاد ومؤسسي؛ ولم توفر الوزارة الإمكانات الإعلامية في أوساط المعلمين؛ لتمكّنهم من تقديم تربية إعلامية مثمرة؛ بسبب تقصير الإدارات المسؤولة عنها.
والسبب الرئيسي العام؛ هو تمكين الوزارة بعض المكلفين للانشغال بالإعلام التربوي عن الطلاب؛ وأيضاً في دروب إعلامية بعيدة عن الأجواء الطلابية والتربوية؛ مع تضخم أعمالهم على حساب التربية الإعلامية؛ فضلاً عن التقصير في استخدام التربية الإعلامية في عملية التعليم والتعلّم.
إن بعض العاملين في الإعلام التربوي وغير التربوي؛ من المحسوبين على التربية والتعليم؛ سواء التعليم العام أو العالي؛ أو التقني؛ يهتم بذاته وصناعة شخصيته؛ ودعم كيانات ومؤسسات تصب في جيبه المنافع باسم (المكافأة المقطوعة) وربما (الأسهم الممنوحة) أو (البيع والشراء المفتوح)؛ ولم يفكر بمستقلنا الإعلامي عموماً؛ فضلاً عن إعلام الطالب بشكل خاص.
الوطن فوق كل اعتبار والعوائد المالية والمعنوية الإعلامية؛ التي تصب في جيوب بعض المكلّفين بالإعلام أكبر دليل على اختطاف وإهمال إعلام الطلاب.
ومؤشرات الأداء الأفضل؛ ليست بفلاشات الإعلام مقابل عدم توفير إعلام طلابي خاص بهم؛ صناعةً ومشاركةً وتلقياً.
ولذا تؤثّر على الطلاب مؤسسات وكيانات إعلامية مختلفة؛ حيث لم يجد الطالب البديل النافع؛ ولا البديل لرعايتهم؛ سواء كتلقي أو كمشاركة أو كصناعة.
لم يتمكّن الإعلام التربوي من اعتبار كيانه السلطة الرابعة؛ بل غالب طابوره ينتفع منه فئة على حساب الميدان التربوي.
لقد جاء مؤتمر التربية الإعلامية ورحل؛ وتبنته وزارة التربية والتعليم السعودية عام 2007م؛ ولكنه لم يصنع الفرق؛ فلا يزال الإعلام التربوي بمفهومه مسيطراً؛ يجذبه التقليد ويحطمه الجمود.
لقد تطور مفهوم التربية الإعلامية؛ وناهض الإعلام التربوي بصيغته وتكوينه نظرياً؛ لا عملياً؛ ولكن وزارة التربية والتعليم انشغلت عنه وما زالت.
وانشغلت أيضاً عن الطالب إعلامياً؛ فخطفت وسائل إعلامية عدة طلاب التعليم العام من يد الوزارة على حساب الميدان التربوي.
هذا فيما يخص المرحلة الثانوية والمتوسطة؛ أما إعلام الطفل فحدث ولا حرج.
ولا لوم على الطلاب؛ إذ بمقدور الإعلام التربوي والنشاط الطلابي والتقنيات والمعلوماتية والإشراف التربوي إشغال الطلاب عن ذلك؛ وتفعيل دور الطلاب مع أقرانهم؛ لتكون الوزارة هي الحاضن الأول والأهم.
من بوابات التعليم والتعلّم الحاسوبية المبتكرة؛ والتي لا تقف عند حدود نظام نور كمطلب؛ والتي كتبت عنها مراراً؛ نستطيع تحويل كل الأعمال الإعلامية وشبه الإعلامية؛ تجاه تربية إعلامية جديرة بالاهتمام؛ ولكن المصالح الشخصية تقف سداً منيعاً؛ وبشكل خفي؛ وبروح الاختطاف أو عدم إدراك الواجب تجاه الطالب.
إن المنظومة السحابية التقنية الجادة تصنع الفرق؛ لا مجرد السراب أو الاستهلاك الإعلامي؛ ويتم المطلوب بعيداً عن تقوقع الإعلام التربوي وموت النشاط الطلابي؛ وضعف التواصل التقني.
وأقترح تقديم مقرّر «التربية الإعلامية» ليكون موجهاً للمعلمين فقط؛ لتعريفهم بواجبهم تجاه الطلاب والميدان؛ وتنبيههم على المخاطر العقائدية والتربوية والتعليمية والأمنية والفكرية؛ ولتحريك الحس الديني والوطني لدى المعلمين وخلق الدافعية تجاه التربية الإعلامية؛ وفعل المستحيل لأجل تربية إعلامية دائمة؛ ولرسم المطالب وتعداد الوسائل تجاه واجبنا في التربية الإعلامية؛ بل الأخذ بزمام المبادرات؛ لتوفير ما ينافس نظام نور في هذا المجال.