الإرشاد الزراعي هو نظام تعليم وإقناع وتنفيذ، وهو عملية تطبيقية مستمرة تهدف إلى إحداث تغييرات سلوكية مرغوب فيها لدى المزارعين، في معارفهم ومهاراتهم واتجاهاتهم، وهو أحد أركان ثلاثة: (التعليم الفني الزراعي والبحث العلمي الزراعي والإرشاد الزراعي)، وهناك العديد من المتغيرات المؤثرة على العمل الإرشادي والتي لا يستطيع الإرشاد أن يتغافل عنها أو يتجاهلها في عالم اقتصاديات المعرفة وثورة المعلومات والاتصالات باعتباره نظاماً قائماً بشكل أساسي على الاتصال والتعليم.
وتعد خطوة وزارة الزراعة في إشراك الجمعيات في تخطيط وتنفيذ برامج الإرشاد الزراعي خطوة مهمة من جوانب عدة، فهي تعزز قدرات البنيان التعاوني الزراعي الوطني ليكون قادراً على تقديم خدمة إرشادية متميزة متوافقة مع التطورات المعاصرة في عالم الزراعة محلياً وعالمياً وركيزة أساسية لإعادة الثقة المتبادلة بين الجمعيات والمزارعين، باعتبار أن المزارعين اليوم أصبحوا أكثر وعياً وأكثر تعليماً وتثقيفاً وتفعل العلاقة بين مكونات العمل الإرشادي.
ومن خلال الاتجاهات والمناهج الرئيسة للتنظيمات الإرشادية عالمياً يوجد منهجان رئيسان لتقديم الخدمات الإرشادية التعليمية الزراعية:
(1) - منهج الإرشاد الزراعي الوحيد الغرض، ويكون التركيز فيه على النواحي الإنتاجية الزراعية لرفع مستوى الحياة الريفية ويميز هذا المنهج اتجاهان أساسيان:
•التنظيم الإرشادي التعاوني، كما في الولايات المتحدة الأمريكية، (يعتمد على المتطوعين من الأكاديميين والخبراء والقادة الريفيين).
•التنظيم الإرشادي الحكومي وفيه تنفذ وتشرف وزارة الزراعة على النشاط الإرشادي الزراعي.
وفي المملكة العربية السعودية أنشئ جهاز الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة عام 1956 وتقوم إدارة الإرشاد والخدمات بوضع البرامج وتنفيذها عن طريق الوحدات الزراعية المنتشرة في أطراف المملكة، ومن أهم الصعوبات تباعد القرى، ووعورة الطرق، وعدم وجود العدد الكافي من المرشدين (12500 مدينة ومحافظة وقرية وهجرة).
(2) - منهج الإرشاد الزراعي التنموي، ويكون محور الاهتمام فيه ربط النواحي الإنتاجية الزراعية بمجالات أخرى وثيقة الصلة بها كالنواحي الصحية والتعليمية والاجتماعية، كما هي الحال في المجتمعات النامية المتميزة بأهمية الجماعة وقوة الروابط بين الجماعات الريفية (التنمية الريفية)، وقد كان سائداً بالمملكة قبل الطفرة التنموية الشاملة. وتعتمد خطة الإرشاد الزراعي التعاوني الحالية على إتباع طرق ووسائل إرشادية مختلفة، فمنها على سبيل المثال (الطرق الفردية عن طريق الزيارات الشخصية) و(الطرق الجماعية) عن طريق الاجتماعات الإرشادية وإنشاء الحقول الإرشادية والأيام الحقلية) و(الطرق الجماهيرية باستخدام المطبوعات الإرشادية وإقامة المعارض الزراعية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وبالتنسيق مع الأكاديميين بالجامعات والمتخصصين بمراكز الأبحاث والجمعيات التعاونية المتخصصة بالتدريب يجري العمل على تنفيذ برنامج تدريبي للإدارة المزرعية وهو أحد الطرق والأساليب التي يشجعها البنك الدولي كما يتبنى مجلس الجمعيات التعاونية الإعداد لبحث تطبيقي متزامن مع برنامج الإرشاد التعاوني الجاري تنفيذه يستهدف الحصر المقارن لتجارب الدول الناجحة في المجال الإرشادي من وجهة النظر العلمية التطبيقية، لرسم صورة واضحة لمستقبل الإرشاد التعاوني بالمملكة وصياغة خطة تعاونية للرقي بالعمل الإرشادي.