تحتاج إسبانيا للفوز أمام تشيلي اليوم الأربعاء للمحافظة على فرصتها في البقاء بمنافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم الحالية بالبرازيل، وذلك بعد الهزيمة المهينة التي تعرضت لها حاملة اللقب بنتيجة 1 / 5 أمام وصيفتها هولندا في مباراتها الافتتاحية بالمجموعة الثانية يوم الجمعة الماضي.
وقال إيكر كاسياس قائد المنتخب الإسباني وحارس مرماه في إشارة إلى الضغوط الشديدة التي سيلعب الفريق تحت وطأتها بعد الهزيمة المذلة: «ستكون مباراة تشيلي بمثابة نهائي بالنسبة لنا» قبل أن يضيف: «كما أن التعادل سيكون أقل بكثير مما نحتاجه».
ورفض فيسينتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا الاستسلام لليأس بعد هزيمة فريقه، مؤكداً أن لاعبي إسبانيا ما زالت لديهم الفرصة لتحقيق النجاح في البرازيل.
وأصبحت إسبانيا مهددة الآن بأن تصبح أول حاملة للقب منذ فرنسا في 2002 تودع منافسات كأس العالم من دور المجموعات.. أما تشيلي التي فازت في مباراتها الأولى بالمونديال 3 / 1 على أستراليا، فهي تعرف حقيقة ما ينتظرها من تحد أمام منتخب عملاق مثل إسبانيا يضم نجوماً مثل أندريس إنييستا وتشابي ألونسو وسيسك فابريجاس.
وقال خورخي سامباولي مدرب تشيلي: «نحتاج لتقديم مباراة متكاملة أمام منافسين خطيرين كهؤلاء».
ولا شك في أن الفوز على إسبانيا سيضمن لتشيلي إلى حد كبير بطاقة تأهل لدور الـ16 بالبرازيل.. وقال التشيلي ألكسيس سانشيز مهاجم برشلونة الإسباني في وقت سابق هذا الأسبوع: «إنني مؤمن بقدرة تشيلي على الفوز بكأس العالم.. لو لم أكن مؤمناً بهذا، لكنت بقيت في منزلي أشاهد التليفزيون».
روسيا تعوِّل على خبرة مدربها العنيد
تعوّل روسيا على خبرة مدربها الإيطالي العنيد فابيو كابيلو للتأهل لأول مرة في عهدها الحديث إلى الدور الثاني عندما تلتقي على ملعب «أرينا بانتانال» في كويابا، كوريا الجنوبية صاحبة أفضل إنجاز آسيوي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
تخوض روسيا مونديال البرازيل 2014 باحثة عن وضع أسس صحيحة قبل استضافتها لنهائيات نسخة 2018، ومعولة على الواقعية الإيطالية المتجسدة بكابيلو.. وقد حدد كابيلو منذ ضمان تأهل منتخبه إلى نهائيات البرازيل لنفسه هدف قيادة الروس الى تحقيق أفضل نتيجة لهم في كأس العالم منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي، وذلك من أجل تحضيرهم بأفضل طريقة لاستضافة نسخة 2018 على أرضهم.. ويعلم كابيلو جيداً معنى الفشل في نهائيات كأس العالم بعد تذوقه مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب أفريقيا 2010 مع المنتخب الإنكليزي حين تلقى الأخير هزيمة مذلة أمام غريمه الألماني (1-4)، ما جعل المدرب الإيطالي محط انتقادات لاذعة في وسائل الإعلام البريطانية.
ويبدو أن كابيلو، الذي يطلق عليه «دون فابيو» في روسيا، تعلم الدرس في جنوب أفريقيا 2010 ولم يبالغ في تطلعاته وتوقعاته لمونديال الصيف المقبل في البرازيل، واضعاً الدور ربع النهائي كهدف لمنتخبه، لكن هذا الهدف أيضاً ليس سهل المنال لمنتخب لم يشارك في النهائيات منذ 12 عاماً وتعود أفضل نتيجة له في العرس الكروي العالمي إلى عام 1966 في إنكلترا حين حل رابعاً ايام الاتحاد السوفياتي.
ولم يسبق للمنتخب الروسي الذي تبقى أفضل إنجازاته منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي وصوله الى الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2008، أن تخطى الدور الأول من كأس العالم وهو شارك في البطولة الأكثر شعبية في العالم مرتين فقط بكينونته الحالية عامي 1994 و2002.. وخلافاً لجميع المنتخبات الأوروبية المشاركة في عرس البرازيل، يعتمد كابيلو في نهائيات النسخة العشرين على تشكيلة يلعب جميع لاعبيها في الدوري المحلي من بينهم 6 من دينامو موسكو الذي حل رابعاً في الدوري الروسي هذا الموسم، وخمسة من سسكا موسكو البطل وأربعة من زينيت وصيفه.
ويعوّل كابيلو على أليكسي كوزلوف، يوري جيركوف، أوليغ شاتوف، كانونيكوف، وألكسندر كيرجاكوف لكن الفريق الذي تفوق على البرتغال في التصفيات سيفتقد إلى لاعب الوسط رومان شيروكوف بسبب الإصابة. ووصلت روسيا إلى البرازيل من دون خسارة في 10 مباريات بما فيها فوز على خصمتها كوريا 2-1 في دبي في نوفمبر الماضي.
صعوبة مهمة «محاربي تايغوك»
من جهتها، تدخل كوريا الجنوبية المباراة بعد خسارة مذلة أمام غانا 4-صفر، وسقوطها أربع مرات في آخر مباريات.. لكن اسم كوريا يرتبط بهوية أفضل إنجاز آسيوي في تاريخ كأس العالم، عندما حلت رابعة على أرضها في 2002، لذا ستكون استعادة نجاحات الماضي بالغة الصعوبة في البرازيل 2014.. وما يزيد من صعوبة مهمة «محاربي تايغوك» فترة انعدام وزن مروا بها خلال التصفيات المؤهلة الى كأس العالم شهدت تغييرات في الطاقم التدريبي.
تشارك كوريا الجنوبية في المونديال للمرة الثامنة على التوالي والتاسعة في تاريخها، وتتفوق عليها بهذا الإطار منتخبات البرازيل، ألمانيا، إيطاليا، الأرجنتين وإسبانيا.. تحول المشوار الخرافي آنذاك إلى عبء على الكوريين، فاضطروا في النسخ التالية إلى تحمل وزر الضغوط والتوقعات الهائلة.. لكن بالنسبة لمشجعيها ستكون الفرصة متاحة بالتأهل على الأقل إلى الدور الثاني خصوصاً بعد وقوعها في مجموعة ثامنة معقولة تضم بلجيكا وروسيا والجزائر.
دفع المدرب تشو كوانغ - ري الثمن، قبل ان يقودها تشوي كانغ - هي إلى الدور النهائي ويسلم الأمانة إلى أسطورة الدفاع هونغ ميونغ - بو، اللاعب الأكثر تمثيلاً لبلاده وقائد الفريق الذي بلغ نصف نهائي مونديال 2002. عامذاك، نجح هونغ ورفاقه بإقصاء منتخبات من العيار الثقيل على غرار البرتغال، إيطاليا وإسبانيا، لكن المؤشرات في عهد هونغ الجديد لم تكن على قدر الآمال.
سيعتمد هونغ الذي خاض نهائيات المونديال اربع مرات على المهاجم سون هيونغ - مين (هامبورغ الألماني)، ولاعبي وسط ماينتس الألماني كو جا - تشيول والظهير الايسر بارك جو - هو، إلى جانب لاعب وسط سندرلاند الإنكليزي كي سونغ - يوينغ والمهاجم الجدلي بارك تشو - يونغ (أرسنال الانكليزي).
هونغ الذي كان متحفظاً حول توقعاته كشف: «أعرف أني لم أتحدث أبداً عن أهدافنا، لكن بصراحة نهدف إلى تخطي الدور الأول.. بعدها، لا يمكن لأحد توقع المستقبل.. الأهم بالنسبة لنا هو تخطي الدور الأول».
في مشاركتها الأخيرة في جنوب أفريقيا 2010، بلغت كوريا الجنوبية الدور الثاني قبل خروجها أمام الأوروغواي. في مبارياته الإعدادية للمونديال، سقط المنتخب الكوري أمام تونس 1 - صفر في سيول، فقدم هونغ اعتذاره من المشجعين، ثم سقط في ميامي برباعية أمام غانا.
هولندا - أستراليا
وتلتقي هولندا مع أستراليا في المباراة الأولى اليوم الأربعاء.. وتتمتع هولندا بتاريخ طويل من التألق في البدايات يعقبه هزائم درامية في الأدوار التالية من البطولات الدولية.. وتستطيع هولندا بشكل شبه مؤكد أن تحجز مقعدها اليوم في دور الـ16 من كأس العالم بالبرازيل عن طريق الفوز على أستراليا والذي سيرفع رصيدها إلى ست نقاط.
وقال النجم الهولندي أريين روبين الذي سجل هدفين في مباراة إسبانيا: «أن يكون هذا الفوز الكبير بنتيجة 5 / 1 تاريخياً أم لا سيتحدد عن طريق ما سيحدث لاحقاً في البطولة».
وأضاف لاعب بايرن ميونيخ الألماني مشيراً إلى هزيمة هولندا في دور الثمانية لبطولة الأمم الأوروبية «يورو 2008»: «فزنا على بطلة العالم إيطاليا 3 / صفر وفزنا على وصيفتها فرنسا 4 / 1 قبل أن ننهار أمام روسيا».وتجمع المباراة الأخيرة بين الكاميرون وكرواتيا ضمن منافسات المجموعة الأولى.
ويسعى كلا الفريقين لتحقيق فوزهما الأول بالمونديال بعدما خسرت كرواتيا مباراتها الافتتاحية أمام البرازيل 1 / 3 وخسرت الكاميرون مباراتها الأولى أيضا أمام المكسيك صفر / 1.