شاءت قدرة الله أن تكون أولى الفعاليات التي يرعاها أمير الرياض المتجدد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله هي الحفل الختامي لبرنامج اكتشف الذي نظمته أرامكو لرعاية مواهب الشباب وإطلاقها وتسخيرها, سمو الأمير في تصريحه بهذه المناسبة ذكر أمراً مهما للغاية علينا توضيحه والتقاط الفكرة من ورائه ألا وهو رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين في التحول التدريجي إلى الاقتصاد المعرفي.
في مقدمتي هذه أعلاه هناك عدة نقاط ذكرتها تحتاج إلى تفصيل مبسط لكل منها سيكون في قادم بقية المقالة على شكل خطوط عريضة وبعضا منها ما بين السطور.
بداية، أضع تحت كلمة متجدد خطاً لأوضح فيه أن تركي بن عبدالله ليس جديدا على إمارة الرياض وشؤونها, فهو من جهة كان نائبا للأمير ومن جهة أخرى فإن علاقته المتميزة مع سمو الأمير خالد بن بندر الأمير سابقاً كانت علاقة تكاملية تعاونية مثمرة, جمعتهم بعد رابط الدم والوطنية أقوى الروابط المستحدثة روابط الجندية والعسكرية والفداء والإقدام, حكمة خالد وحماس تركي ترك فينا الأثر الإيجابي الذي حفزنا ودفعنا جميعا للعمل, اليوم تركي هو الربان وبنفس الوقت كان على اطلاع بكل صغيرة وكبيرة لذلك فهو المتجدد المتحفز, اليوم، نحن كلنا خالد عند تركي شركاء له في الحكمة والحماس, الانتقاد والنوم لغة دفنت في طيات الأرض إما أن تنام وتصمت, أو تنتقد، ولكن وأنت تعمل على أرض الواقع مشمراً عن ساعديك.
الخط الثاني أضعه تحت أرامكو, نائبة وزير التربية والتعليم قالت في كلمتها إن أرامكو عودتنا على الإبداع والتميز, وأقول: اليوم اختلفت الصورة لأننا نحن من لا نقبل إلا بالإبداع والتميز, معاييرنا اليوم ليست كالأمس وكل من يريد أن يقدم لوطنه شيئا عليه أن يقدمه بتميز وإبداع يحققان النتائج المرجوة, ونعم، لا نهضم أرامكو فهي الرائدة في الإبداع لذلك دائما ما نضعها في اطار النموذج المناسب للاقتداء.
خطي العريض الثالث هي تلك الإشارة المباشرة من أمير الرياض للتحول التدريجي نحو الاقتصاد المعرفي, علينا أن نعرف الاقتصاد المعرفي توضيحاً بأنه تطور في مفهوم العوامل الأساسية للإنتاج قديما التي كانت الأرض والعمالة ورأس المال ليضاف عليها المعرفة الفنية والإبداع والذكاء وتقنية المعلومات, هذه العوامل الجديدة هي التي أصبحت الأساس في نجاح العملية الاقتصادية واستمرارها لتحقيق المبادئ الرئيسية من ربحية واستمرار.
تركي بن عبدالله في المناسبة الأولى له أميراً للرياض يتوجه نحو الشباب وفي تصريحه الأول يقول الاقتصاد المعرفي, المركب الذي هو ربانه له عنوان واحد هو التقدم بنجاح وبخطى مدروسة, أميرنا الشاب برمجت حياته كطيار حربي مقاتل على أن الفضاء واسع والسرعة والإتقان ضروريان للنجاح والأهم وجود هدف نسعى إليه, المركب كلنا فيه نسير نحو بر الأمان إن شاء الله, الرياض السعيدة إمارةً هي الغاية، ونحن الوسيلة لهذه الغاية, عقولنا قلوبنا وقتنا جهدنا كلها في العمل الوطني مسخرة والنجاح لا يستمتع فيه إلا من يقدم له ويساهم, على هذا باركنا لتركي بن عبدالله، وعلى هذا نبايعه ونعاهده.