في البداية، لابد من توعية وإرشاد أسر الأطفال من ذوي الإعاقة، فالإرشاد الذي يتناول العمليات التي تتم داخل الأسرة كوحدة تشتمل على مجموعة من الأفراد، وفيه تلتقي الأسرة مع المرشد لمناقشة ديناميات كل فرد من حيث علاقاته وتفاعلاته مع باقي أعضاء الأسرة أمر في غاية الأهمية، ويمكن القول إن تعريف إرشاد أسر الأفراد من ذوي الإعاقة يتضمن أن ولادة طفل معوق لا يؤثر على الوالدين والإخوة فقط، بل جميع أعضاء النسق الأسري، والتأكيد على أن الإرشاد النفسي هو علاقة تعاونية بين مرشد متخصص لديه مهارات وقدرات معينة ومسترشدين، وأن قدرة المرشد في إكساب وتطوير مهارات المسترشد والذي قد يحتاج إلى ثقة أكبر في النفس، فمن أهم مبررات إرشاد أسر الأطفال من ذوي الإعاقة المسؤولية الشرعية حيث إن الوالدين هما المسؤولان عن رعاية الطفل، بالإضافة إلى مفهوم البيئة الكلية حول الطفل فرعاية الطفل لاتتكامل إلا بتكامل الخدمات حول الطفل منها الصحية والتربوية والاجتماعية والنفسية والتأهيلية والتشريعية وغيرها، وأيضاً الاكتشاف المبكر للإعاقة، فكلما اكتشفت الإعاقة في وقت مبكر، وكلما بدأ برنامج تعليم الطفل وتأهيله في مرحلة مبكرة أيضاً كانت فاعلية البرنامج أكثر احتمالاً وأبعد اثراً، ومن هذا المنطلق نسعى لتحقيق الأهداف الجوهرية لإرشاد الأسر من أبرزها مساعدة أسر الأفراد المعوقين على تقبل حقيقة إعاقة ابنهم والتكيف معها، ومساعدتهم على القيام بالأدوار الموكولة إلى كل فرد منهم فيما يتعلق بالتعامل مع حالة الطفل المعوق في الأسرة، بالإضافة إلى مساعدتهم على التكيف والاندماج في الحياة الاجتماعية، وعلى فهم الدور المتوقع منهم فيما يتعلق بمساعدة الفرد المعوق على النمو وأهمية برامج التربية الخاصة والتأهيل في الحصول على المعلومات التي يحتاجونها، ومن أهم الفنيات التي يجب على أخصائي التربية الخاصة القيام بها مع الأسر المحاضرة، وهي تقديم معلومات لأعضاء النسق الأسري عن الإعاقة، أسبابها، وأثارها, ودور الأسرة في تخفيف تلك الآثار وطرق الوقاية منها، والحوار باستخدام أسلوب المناقشة الجماعية، بالإضافة إلى إعادة الصياغة بقصد إعادة تشكيل المواقف التي تواجه عضو الأسرة، وسبل حلها من زوايا مختلفة، والتجسيد الأسري للتعرف على طبيعة أداء النسق الأسري وطريقة التواصل والعلاقات من خلال تجسيد بعض المواقف الموجودة داخل النسق الأسري، والتواصل بين أعضاء النسق اأسري، وأيضاً التعزيز الإيجابي حيث يتم تقديم مدعمات إيجابية (مادية أو اجتماعية ) لعضو الأسرة لدى قيامه بسلوك مرغوب ولعب الدور أو تبادل أدوار في إسناد دور ما لعضو الأسرة، ثم تبادل الأدوار بحيث يضع الفرد نفسه مكان الآخر, والتغذية الراجعة لتقديم تعديل مباشر لاستجابات عضو الأسرة، أي تقويم سلوك عضو الأسرة المرغوب منها وغير المرغوب، والنمذجة أوالاقتداء بنموذج ويتمثل في تعليم عضو الأسرة سلوكاً معيناً من خلال ملاحظة شخص ما يمثل قدوة بالنسبة له وأخيراً التدريب التوكيدي ويتمثل في تدريب عضو الأسرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره واعتقاداته، والدفاع عن حقوقه بشكل إيجابي، وفي النهاية، نصل بذلك إلى إرشاد أسر الأطفال المعوقين في كيفية التعامل مع أبنائهم.